وكأني بالقريب من قبره ـ بحول الله ـ بشار الأسد يقول لأصحابه ومن يرجو دعمهم في عز محنته الحالية: "خذوا عن هذه الشقراء الشمطاء أمور دنياكم".

فالممثلة أو الفنانة أو البوق السياسي "رغدة" التي طال تلاسنها في كل قناة وكل صحيفة أو حتى ندوة ومؤتمر؛ لم تكن لسانا مهيجا ضد من يرفض عبث وظلم المقبور بإذن الله بشار، بل باتت لسان كذب وتهديد مليء بالوحل أعزكم الله.

هي من صنف "نصف لسان ونصف زبالة". لم تحترم منبرا، ولم ترعو لكبير ولا صغير، بلغت شتائمها عنان مكبرات الصوت ولم تستثن أحدا.

هي كهلة عفا عليها الزمن، وتبحث عمن يضعها في دائرة الضوء، ولا بأس إن كانت قنواتنا من تفعل ذلك!

تستضيفها القنوات الخليجية وتحتفي بها بعض صحف المنطقة نفسها! وهي صاحبة التاريخ المجيد بدعمها غزو صدام للكويت، وشتمها لكل ما هو خليجي، وهو الشعار الذي أطلقته عبر مشهد حواري رومانسي استعرضت خلاله جسدها فقالت عيانا بيانا: "الكويت جزء من العراق ولا بد أن تعود"!

هي لم تكتف بذلك بل تجاوزته إلى ما هو أشد وأنكى؛ حينما عبرت عن طائفية مقيتة عنوانها الحقد لتخرج بقصيدة عرجاء. لا وزن فيها ولا قافية، تتطاول من خلالها على أم المؤمنين عائشة. تريد مغنما من أربابها في "قم" و"جبل العلويين". لم ولن ترتدع ما دمنا نبوس يد من يصفعنا، ونستضيفها بأحلى استقبال وأرقى عبارات، وهي الدموية التي وجهت نداءها لسيدها الفاني قريبا بإذن الله أن يقطع رأس كل ملتحٍ!

"رغدة" التي كانت صرحا من جمال فهوى. باتت تستعرض عجزها وعجيزتها على أصحاب الشأن، ولا بأس أن انبرت لتصوير مشاهدها التلفزيونية والسينمائية بين عصابة الأسد وبين أشلاء الأجساد التي مزقها سيدها عدوانا وبغيا. وسيدة المكياج تنتقل متفكهة سعيدة بما هي عليه، فلا العرب قد منعوها بسبب عفنها وبغيها على أهل سورية، ولا الخليجيون الذين أسرفت في شتمهم قد حجبوها ومنعوها عن قنواتهم. لذا لا بأس أن اختالت هذه الشقراء الشمطاء متنعمة راقصة رغم أنها بلغت من العمر عتيا!

زمننا زمن أعور، بل أعمى، فالراقصات والمتمايلات إغراؤهن جعلهن سيدات التلفاز والثقافة، والماجنات هن من يقدن العمل، واليوم نحتفي بمن جمع كل الصفات الذميمة النتنة كما هي الشمطاء.

وأعان الله بعض شعوب العرب على من أوليناهم أمور قنواتنا التلفزيونية، وهم يتلذذون بلقاءات هذه المتصابية التي لم تترك كلمة نابية إلا استخدمتها. وأجزم أنها باتت من الخادشات للحياء. وعلى رأي أهلنا في مصر "اللي اختشوا ماتوا".

وأختم هنا بكلمات أعجبتني للمذيع والصحفي فيصل القاسم حينما كتب: "ما أقبح الفنان أو الفنانة التي تمضي معظم حياتها من حضن إلى حضن، ثم عندما تصبح عجوزا شمطاء تبدأ بتوزيع شهادات حسن السلوك والوطنية".