استمرت الانتقادات الدولية للانتخابات الرئاسية التي بدأت أمس في سورية، وأعرب عدد من دول العالم عن رفضه لتنظيم الانتخابات في هذه الظروف التي يمر بها الشعب السوري، من قتل وتهجير وتشريد، دفعت نصف سكانه إلى مغادرة البلاد، إضافة إلى مقتل قرابة 170 ألف شخص وإصابة أكثر من 500 ألف بجراح. وبينما أعربت الولايات المتحدة عن رفضها للانتخابات ووصفت الأسد بأنه "مثير للاشمئزاز"، قالت فرنسا على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس، إن بشار "شخصية مقيتة".

ففي واشنطن، أعربت الولايات المتحدة عن رفضها للانتخابات السورية، وقالت مساعدة المتحدثة باسم خارجيتها ماري هارف، إن الأسد فقد كل شرعية لقيادة سورية، وإن أي انتخابات قد يرشح نفسه فيها ستكون مهينة، بعد كل الممارسات في حق الشعب السوري خلال الأشهر الأخيرة. وقالت "لا يمكن وصف أفعال الرئيس السوري سوى بأنه مثير للاشمئزاز".

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن السوريين الذين يصوتون في الانتخابات الرئاسية يملكون الاختيار "بين بشار.. وبشار"، معبراً مجدداً عن أسفه لهذه "المهزلة المأساوية". وقال في تصريحات صحفية "إنها مهزلة مأساوية. السوريون ـ وفقط السوريون في المناطق التي يحكمها النظام ـ يملكون الاختيار بين بشار وبشار. هذا كلام فارغ. الواقع هو أننا نعرف النتائج أصلاً قبل أن يبدأ التصويت". وأضاف "الشخص الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه مرتكب جرائم ضد الإنسانية لا يمكن أن يمثل مستقبل شعبه، فهو شخصية مقيتة". واختتم فابيوس تصريحاته بالقول "المجموعات الإرهابية والأسد يعززون مواقعهم في شكل من أشكال الإرهاب. فالنظام السوري لا يحارب المجموعات الإرهابية، بل المعارضة المعتدلة التي يجب دعمها هي من تحاربهم".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون قد أكد في وقت سابق أن ترشح الأسد لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية في سورية من شأنه أن يعقد عملية جنيف. وأضاف في جلسة غير رسمية للجمعية العمومية للأمم المتحدة "في إمكان الذين لديهم تأثير، مثل الحكومتين الروسية والإيرانية، أن يقولوا للحكومة السورية إن عليها أن تأتي إلى مؤتمر جنيف بموقف بناء أكثر".

وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا قد انتقد الانتخابات السورية، ووصفها بأنها لا تعدو أن تكون "تنصيبا للأسد من قبل الولي الفقيه في إيران، وهو أشبه ما يكون بإعلان البغدادي نفسه أميراً على العراق والشام". وأضاف في خطاب وجهه للشعب السوري قبل يومٍ من الانتخابات، أنه لا يمكن للسفاح أن يصير رئيساً شرعيا حتى لو زرع صناديق اقتراع موهومة بعدد الصواريخ التي أسقطها فوق رؤوس ناخبيه. وقال "زمن عائلة الأسد قد ولى إلى غير رجعة، واستفتاءاتهم الدونكيشوتية لم تعد تنطلي حتى على الأطفال، وعربة ديموقراطيتهم لن تسير حتى لو أمنوا مرشحين اثنين لجرها أمامهم في حلبة السباق القائمة فوق جماجم الرضع وأشلاء النساء".

وشكر الجربا في خطابه كافة الدول "التي رفضت المهزلة التي حاول أن يصطنعها نظام الإرهاب، ورفضت فتح صناديق اقتراع لانتخاب من فتح مستودعاته الكيماوية ليصبها فوق رؤوس الأبرياء العزل". وتابع قائلاً: "إن نظام الأسد المتنقل بين رمي البراميل الحارقة، وصناديق التصويت المحروقة داخليا ودوليا لم يتعلم من تجربته الماضية إلا درسا واحدا، ألا وهو، اقتل دمّر حتى يصوت لك من تبقى من الناس. وهو ما يؤكد أن الحسابات الخاطئة التي عودنا عليها ما زالت تلازمه".

بدورها، وصفت نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري نورة الأمير تصريحات رئيس برلمان الأسد، بأنّها "منفصمة عن الواقع، وتصرّ على تجاهل عمليات القتل المنظم التي تشنها قوات الأسد على الأهالي داخل المدن السورية". وقالت "الأسد هو آخر من يمكنه الحديث عن السيادة الوطنية، فليس ببعيد تصريحات الخارجية الإيرانية، والتي أعلنت بشكل شبه رسمي ترشيح بشار الأسد للانتخابات قبل الأسد نفسه".