لا يحتاج مقالي لمقدمة ولا لمدخل أدبي، يكفي أن تورد قرار وزارة التربية والتعليم بتعليق نتائج طلاب المدرسة بعد حادثة تمزيق الكتب لتعرف حجم المشكلة، كعادتها وزارة التربية تبحث عن العقاب والتحقيقات التي تفتش عن من يعاقب لتلقي عن كاهلها لوم المجتمع وتقتص ممن هز هيبتها.

في حادثة كهذه لماذا لا ينظر لها من منظور تحليلي؟ لماذا نلوم الأطفال حينما عمدوا لتمزيق كتب أثقلت كاهلهم طوال عام دراسي؟ قبل أن نحكم بأنه تصرف غير تربوي ولا مسؤول، لماذا أغفلنا كمية الكره التي جعلت أطفالا يعمدون للقيام بمثل هذا العمل؟ لماذا لم نحاسب مشروع تطوير المناهج الذي رصدت له ميزانيات ضخمة وعلقت عليه آمال أولياء الأمور والطلاب بالمناهج الإلكترونية؟ فإذا بهم يتفاجؤون بأن كل منهج أصبح عبارة عن كتابين، كتاب طالب وكتاب أنشطة، كلنا لدينا أبناء في الابتدائي الطالب يحمل حقيبة بدل أن يكون بها سبعة كتب أصبحت 14 مضافا لها ملفات الإنجاز وغيرها، من منا لم يشعر بالغضب كل صباح وهو يرى ظهر ابنه أو ابنته منحنيا بهذا الكم من الكتب، هل هو مشروع تعذيب يومي لهم؟ ثم بعد ذلك نعاقبهم لتعبيرهم عن الفرح بانتهاء الأشغال الشاقة المدرسية..

إن كان سلوك هؤلاء الأطفال سلوكا غير مقبول فهم لم يجدوا وسيلة للتعبير عن رفضهم لهذا التعذيب، أليس من حقهم استبدالها بآيباد، الدول التي وفرت ذلك لطلابها ليست أفضل منا اقتصاديا بل على العكس لدينا المال والقيادة ولكن نحتاج لمن يطبق مقولة (الطالب أولاً) فعليا وألا تكون هذه الكلمة نقشاً في خطة وزارة التربية والتعليم وشعارا ينادى به في المؤتمرات واللقاءات، اجعلوها واقعا نعيشه ورفقاً رفقاً بالطلاب.