ذابت كل الثلوج التي سكبها مشاهير العرب على رؤوسهم في (تحدي الثلج)، وذابت معها القضية التي ابتكرت هذه الفكرة الأجنبية لأجلها، كما تذوب كل قضايانا بسرعة، وأصبح دلو الثلج، مجرد صرعة أو تقليعة، وتحول إلى هوس واستعراض ساخر، وهدف بحد ذاته، فغاب التبرع وغابت القضية، ولم يعد من جدوى إلا طرد الملل بتجربة أشياء جديدة، ومثيرة.

وبعد أن انتهت دلاء الثلج والفلين، ظهرت دلاء أخرى ذات أبعاد إنسانية عربية يصعب تحديها من قبل المشاهير أنفسهم، مثل دلو التراب أو الركام دعما لأطفال غزة الذين قضوا نحبهم تحت ركام منازلهم.

ومؤخرا، شارك نجم هوليود مات ديمون باقي المشاهير في تحدي الثلج، ولكنه أخذ التحدي لبعد إنساني آخر وفق ما يراه، حيث استعمل مياه المراحيض القذرة بدلا من النظيفة، معللا تصرفه هذا بأنه لن يهدر ماء نظيفا على الأرض، وكثير من الناس في العالم يموتون عطشا، فضلا عن أن هذه المياه أنظف بكثير من المياه التي يتناولها البشر في كثير من دول العالم الفقيرة.

وقياسا على ظاهرة دعم الأهداف الإنسانية بالدلاء المتنوعة، هل سيخرج علينا غدا من يبتكر (دلو الدم)؟ مواساة ودعما لضحايا الإرهاب الأبرياء في كل مكان في هذا العالم.