صادفت الأيام القليلة الماضية مرور عشر سنوات على وصول المعجزة الكروية ليونيل ميسي من موطنه بالأرجنتين إلى نادي برشلونة بداية للعلاج من متاعبه المزمنة ومن ثم الالتحاق بأكاديمية برشلونة لتكوين اليافعين.
واحتفلت أكثر من 157 ألف جماعة مناصرة للبارسا في أرجاء المعمورة بهذه المناسبة التاريخية.. عشر سنوات مرت كلمح البصر بفضل ما استطاع هذا الموهوب المدهش تحقيقه في فترة وجيزة من تاريخ أحد أعرق أندية العالم (تأسس عام 1899).
أحدث هذا الفتى الأرجنتيني ذو الجذور الإسبانية نقلة كبيرة في الأداء الفردي في فريق برشلونة منذ صعوده للعب في صفوف الفريق الأول تحت قيادة المدرب الهولندي فرانك رايكارد الذي منحه دوراً فنياً وتكتيكياً ساهم في تفجير طاقته ومهاراته وإمكاناته الهائلة التي تجاوزت بكثير عمره الحقيقي وحجمه وطوله, وقدم منذ المباراة الأولى وإلى هذه اللحظة صورة مختلفة في طبيعة الأداء والوهج المثير في كيفية سير الكرة والتعامل معها والوصول بها إلى مناطق الخطر ومن ثم هز الشباك بطرق شتى هو وحده من يصمم وينفذ ويبهج فيها, فهو ليس تكراراً أو اجتراراً لنجم أو مستوى أداء أساطير مضوا, إنه تحفة أدائية خلاقة لا مثيل لها, وليس هذا الوصف من عندي وإنما مصدره أحد أساطير كرة القدم العالمية وهو الألماني العملاق فرانز بكنباور الذي يصر ويردد أن بمقدور ميسي تقديم أشياء لم ترها ملاعب العالم, فهذا الشاب لم يتجاوز عمره الثالثة والعشرين ربيعاً, وعلى الرغم من ذلك حقق كل شيء عدا كأس العالم للكبار إلى الآن.
ساهم ليونيل ميسي في زيادة جماهيرية برشلونة على مستوى إسبانيا والعالم بنسبة لا تقل عن 15% من القاعدة الكبيرة للفريق الكاتالوني التي أعطته الأرقام كأكثر فرق كرة القدم العالمية شعبية, والأكثر مواقع إلكترونية, والأكثر جماعات منظمة للتشجيع والمناصرة والمؤازرة في أكثر من 198 دولة.
وأصبحت غلالة المعجزة الكروية ميسي منذ العام 2007 الغلالة الأغلى والأكثر مبيعاً على مستوى العالم, تلاه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لكن بفارق كبير لا يقل عن 200 ألف قميص عن نفس السنة.
ويعتبر قميص برشلونة الأكثر توزيعاً على مستوى العالم في الموسم المنصرم بعدد تجاوز المليون ونصف المليون قميص, جاء بعده قميص ريال مدريد ومانشستر يونايتد.
وبمعان أخرى, إن مكاسب برشلونة من معجزته ميسي لا تعد ولا تحصى إن كان على مستوى الجماهيرية وإن كان على مستوى التسويق وكذا على مستوى الإعلام, إنه هدية نادرة جداً لا تقدر بثمن وتتمنى أندية العالم لاعباً بمزاياه, لكن هيهات.
وأحدث تفاعل ميسي مع المناسبات الإسلامية من صيام شهر رمضان وعيد الفطر ردود أفعال طيبة عند المجتمعات الإسلامية في كل مكان, وتعد خطوة رائعة أقدم عليها هذا الشاب عن قناعة وإدراك بمدى تأثير المسلمين في العالم على شعبيته كنجم كبير وعلى شعبية ناديه, كذلك ينم عن حس تربوي نبيل وسمو أخلاق ومحبة للإنسانية بعيداً عن الفوارق العرقية والدينية واللغوية والثقافية.
ونحن كمسلمين نرد التحية بمثلها لهذا الفذ بأن تكلل مشاريعه المهنية الإبداعية في ملاعب العالم بالنجاح والتوفيق, وأن يقيه المولى شرور الإصابات والمخاطر.