لا يزال اختفاء مسودتي كتابي الفنان عبدالله المرشدي "تاريخ الفن في الطائف" والدكتور ناصر الحارثي "موسوعة آثار الطائف"، بعد وفاة الاثنين، يشغل بال الأديب حماد السالمي الذي قال إنه بذل قصارى جهده بعد وفاة المرشدي والحارثي لكي يظهر عملاهما إلى النور إلا أن الكتابين اللذين كان يتابعهما باستمرار كانا كـ"فص ملح ذاب".
وقال السالمي الذي يعد أنشط المؤلفين الذين ألفوا عن الطائف إنه كان يشجع الفنان عبدالله المرشدي على مدى 25 عاما لتسجيل تاريخ الفن في الطائف وقد اشتعل على ذلك وشاهد كتاب السفينة الذي كان المرشدي يدون فيه كل صغيرة وكبيرة من كلمات ولحن ولكن برحيله اختفى الكتاب، أما الحارثي فتم دعمه من قبل لجنة المطبوعات بالتنشيط السياحي لإصدار موسوعة آثار الطائف واشتغل عليها 3 سنوات. وقال دعمته بالصور وقبل وفاته بـ20 يوما اتصل بي وأخبرني بأن الكتاب جاهز على قرص "سي دي"، لكنه توفي -رحمه الله- قبل تسليمه واختفى بوفاته الكتاب لذا أخذت أبحث عنه لمدة عام من وفاته.
وأشار السالمي إلى أن "منتداه الثقافي" لا ينافس أي مؤسسة ثقافية، وقال "أحرص على أن أقدم غير ما يقدم في المؤسسات الثقافية، وأنا لست منافسا وإنما أقدم شيئا مختلفا حتى يحدث شيء من التميز، ولا أتهم بأني أنافس أحدا، وهذا طابع كثير من المنتديات الخاصة".
وأضاف "أنا شخصيا أحرص على ألا أقدم عملا نخبويا لعدد محدود، بل أقدم عملا يجمع النخبة مع الجمهور وخدمة المحيط الذي أعيش فيه".
وقال إن نشاط منتداه الثقافي يسير وفق إمكاناته المتواضعة، حيث لا يوجد أي دعم من أي جهة حكومية أو قطاع خاص سوى بعض الرعايات من بعض الأفراد من محبي الأدب والثقافة. وقال "أملي كبير أن استمر في إصدار سلسلة "وجه ووجيه" في الطائف المأنوس، ولدي قائمة ممن تم استعراض سيرهم من الأعلام في العام الماضي، منهم الشيخ عبدالمغني أمين والأمير عبدالعزيز بن معمر والشيخ عبدالوهاب حلواني".
وعن كتاب "أغاني الطائف" الذي سيتم تدشينه هذا الأسبوع قال "هي تجربة جديدة أن أصدر عملا مقروءا ومسموعا ومرئيا، وهي تجربة فريدة على مستوى المدن العربية وأنا أزعم أنه ليس هناك مدينة عربية حظيت بمثل هذا العمل".
وأشار إلى أن الكتاب يعنى بتوثيق الفنون الشعبية والموسيقية ويأتي استمرارا لسلسلة الإصدارات التوثيقية التي أصدرها عن الطائف، من خلال لجنة التنشيط السياحي خلال السنوات الماضي.
وعن العوائق التي تواجه المنتديات الخاصة، قال: ليس هناك عائق سوى الدعم ونحن نعيش في وقت نحظى فيه بهامش من الحرية في إبداء الرأي في الخطوط المستقيمة بشكل لم يعهد من قبل وهذا يحسب لخادم الحرمين الشريفين، وما يدور في المنتديات الخاصة يصب في دعم الوحدة الوطنية والاستقرار وتحقيق نزعة الناس ورغبتهم في إثراء الفكر.
وعن استمرارية منتداه من بعده على يد أنجاله قال السالمي: أشك في استمراريته لأن هذه الأعمال بحجم مؤسسات وليست بحجم أفراد، أبنائي اهتماماتهم غير اهتماماتي وهذه سنة الحياة ولن أحملهم ما لا يطيقون.
وعن مستقبل الأندية الأدبية خلال الدورة القادمة قال: أنا لست متفائلا ولا متشائما، وأتمنى من وزارة الثقافة والإعلام الاستفادة من سلبيات التجربة الحالية وتحديد مواقع الخلل هل هي من اللائحة أم من أدوات تنفيذها، وأن يستفاد من تجربة الغرف التجارية والمجالس الأدبية بقصر الانتخاب على نصف أعضاء المجلس، وربما هذه الخطوة ترضي الأدباء في هذه الفترة، وأن تعود بالأندية إلى المصطلح الأدبي لأن الأندية الأدبية وجدت من أجل الأدب وليست لعموم الثقافة، فهناك مؤسسات أخرى تخدم الثقافة.
وعن سوق عكاظ الذي يقف على اعتاب مرحلة مفصلية قال السالمي: أتوقع للسوق الاستمرار بنفس المستوى الذي هو عليه، وزيارة أمير منطقة مكة المكرمة الأمير مشعل بن عبدالله لموقع السوق قبل موسمه مؤشر على دعمه للفكرة.
وأضاف: حان الوقت لأن يحول عكاظ إلى مؤسسة ثقافية تشرف عليها إمارة منطقة مكة أو وزارة الثقافة والإعلام، ولكن المهم أن تكون مستقلة وتمارس خدمة الأدب وتخرج بالسوق إلى العالمية.
وعن آلية الخروج بالسوق من نمطية تكرار الفعاليات، قال: هذا يتم باستنهاض همم المثقفين من داخل المملكة وخارجها، متسائلا: لماذا لا تكون هناك لجان استشارية لسوق عكاظ على المستوى العربي، مشيرا إلى أنه يجب أن تعرض جميع برامج سوق عكاظ السنوية أمام الجميع لكي يثروها.