شدد مختصون على دور المعرفة الإنتاجية في قطاع البتروكيماويات وتوسيع نطاقه بشكل كبير، مؤكدين أن الصناعات لاتدار بمعرفة إنتاجية إلا قليلا، مبينين أن المعرفة الإنتاجية في مؤسسات القطاع الصناعي البتروكيماوي السعودي لانعني بها أسماء المنتجات وعددها أو أشكال المرافق والمباني والمصانع، لكنها تعني أؤلئك الأشخاص الذين يديرون هذه المنشآت ومستوياتهم العلمية والفنية والذين يجب تهيئتهم قبل تسلمهم المرافق في معاهد تدريبية، وربطوا بين رفع مستوى المعرفة الإنتاجية وتحقق الجودة في المنتجات وتغلبها على المنافسة والتحديات.

وأشار المختصون إلى أن اقتصاد المعرفة أصبح اليوم المحرك لعجلة التطور والنمو الاقتصادي في مختلف بلدان العالم، وقد أثرت ثورة وتطور الاتصالات والإنترنت في مجالاتها المختلفة بشكل كبير في ظهور وبروز اقتصاد المعرفة، مؤكدين أنه يجب الاعتماد على تسويق وتطوير هذه الصناعة من خلال التركيز على المعرفة وتطوير تقنياتها ومجالاتها، كما أن هناك علاقة تبادلية بين البنى الاقتصادية والاجتماعية، وأن المعرفة تؤثر إيجاباً أو سلباً في حال التنمية الاقتصادية، وعلى هذا الأساس، تحاول الكثير من الدول التقدم نحو اقتصاد المعرفة لاستخدامها في رفع الإنتاجية وابتكار سلع وخدمات جديدة. وتعتبر بعض الدول العربية في أمس الحاجة إلى بناء مجتمع معرفة حقيقي، خاصة في ظل وجود إمكانات لتطوير مقدرتها المعرفية.

ويقول مدير شركة تطوير بالجبيل الصناعي ماجد الأحمدي: "هناك اهتمام لدينا فيما مايتعلق بالمنتجات الصناعية بالكم دون النظر للكيف، في الوقت الذي تشكل فيه المعرفة الإنتاجية الكثير في هذا المجال ولا يمكن لأي قطاع النجاح وخوض التحديات والمنافسة والتغلب عليها إذا لم يحسن تهيئة الأفراد وزيادة معرفتهم في مجالات عملهم وما يحيط بهم".

وبين الأحمدي أن المعرفة الإنتاجية في الصناعات ليست بعدد الأفراد وعدد المصانع، ولكن تتمثل في من هم الأفراد الذين يديرون هذه الصناعات والمباني والمرافق الجميلة ومستوى تدريبهم وثقافتهم الصناعية الإنتاجية، وكل هذا يتطلب تكاتف كافة الأطراف من خلال تدريب الموظفين والمتدربين بما هو مطلوب في سوق العمل الصناعي، وأن التعاون بين مؤسسات القطاع الصناعي والمعاهد والجامعات والحكومة مطلوب لتحقيق رفع مستوى وكفاءة المعرفة الإنتاجية لدى العاملين في سوق العمل الصناعي، وبين أن كليات ومعاهد الهيئة الملكية بالجبيل تمثل نوعا من الكليات التي تهتم بالمعرفة من خلال برامجها التدريبية وتأهيل المتدربين معرفيا وصناعيا لخدمة سوق العمل الصناعي.

من جهته، كشف رئيس شركة متقاعد في الجبيل فهد الذكير، أن المستوى الذي وصلت إليه قطاع البتروكمياويات وبالتحديد في الجبيل وصلت لمستويات جيدة ولكن مازال هناك المطلوب كثير، من حيث التوسع والوصول إلى منتجات أساسية ونهائية وتحويلية بالشكل الذي ينوع قاعدة الاقتصاد والصادرات ويبقيها في دائرة المنافسة العالمية ومواجهة التحديات، حيث تحوّلت المعرفة بصورة متزايدة إلى كونها المحرك الرئيس للإنتاجية والنمو الاقتصادي والتنويع. ومعظم المنتجات التي تستهلكها المجتمعات الحديثة تحتاج من المعارف أثناء تصنيعها أكثر مما لدى الفرد الواحد، وبالتالي أصبح تنويع المعرفة المفتاح الذي يتيح للمجتمعات الحديثة أن تعمل بطريقة منتجة. لكن بناء اقتصاد قائم على المعرفة الإنتاجية مهمة ذات تحدٍ كبير.

وأضاف الذكير، أن التحدي الأكبر هو الجهود المبذولة لتطوير إمكانات ومهارات الشباب ومواهبهم إلى عناصر وكفاءات منتجة وبمعرفة عالية للتقنية والتغيرات والتطورات التي تظهر يوما بعد يوم، فإما أن نتطور مع العالم من حولنا أو نبقى بعيدا عن المنافسة وبمنتجات تقليدية، مشيراً إلى أنه من المؤسف أن نسبة كبيرة من القطاعات تهتم بالشكليات والمباني والمرافق وإهمال تأهيل الموظفين وإعطاء الحوافز المشجعة لهم من أجل إنتاجية معرفية أكبر، وباختصار نحن في حاجة لطفرة في المعرفة الإنتاجية لمن يديرون الصناعات، من خلال إنشاء معاهد ومراكز تدريب فنية لخلق جيل معرفي ومنتج.