حذر ناشطون سوريون، مما سموه "مخططاً إيرانياً" في سورية، يرمي لتغيير تركيبة السكان المذهبية في البلاد، أقرب إلى سيناريو الدولة اليهودية، الذي يعتمد على "التوطين"، المنفذ على الأراضي الفلسطينية، التي تحولت إلى ملاذ لليهود من كل أصقاع الدنيا.
والمخطط الإيراني، بحسب الناشطين السوريين، يهدف إلى تغيير تركيبة السكان المذهبية في سورية، حتى يصبح أهل السنة أقلية، مقابل المذهب الشيعي، الذي تنشط إيران في نشره، لتتحول الأكثرية السكانية في سورية لصالح "الشيعة والعلويين".
وكشف ناشطون من الداخل السوري لـ"الوطن"، عن وجود توجه مريب من الإيرانيين، نحو شراء أراض وعقارات في مناطق سورية، انطلق في محافظة حمص تحديداً، ومن ثم انتقل إلى العاصمة "دمشق"، ومناطق أخرى في سورية، ويسير وفق وتيرة سريعة ومنظمة، توحي بنية إيرانية لـ"توطين" أعداد كبيرة من الشيعة في سورية.
مصادر "الوطن" في صفوف الناشطين، قالت "إن المخطط الإيراني يتم بدعم من نظام الأسد، بل إن النظام نفسه وعلى رأسه مقربين من الرئيس، ومن كبار القادة، قاموا ببيع الأراضي والعقارات المملوكة لمعارضين للنظام، بعد مصادرتها على أيدي الإيرانيين، كما أنه سبق للنظام أن باع مساحات كبيرة من الأراضي والعقارت في مدينة حمص للإيرانيين، مع بداية استعادة سيطرته على المدينة.
الخطوة الثانية في المخطط الإيراني كما تشير المعلومات التي رواها الناشطون، تأتي بعد تملك الأراضي والعقارات السورية، هي دعوة الشيعة من إيران، والعراق، وأفغانستان، وبلدان أخرى، إلى الاستيطان في سورية، وبدأت هذه الخطوة فعلاً منذ أشهر، بحسب المعارض الإيراني محمد مجيد الأحوازي، الذي كشف أن الحرس الثوري الإيراني يعمل بشكل "طردي" على تجنيد الشيعة الأفغان الموجودين على الأراضي الإيرانية، وإرسالهم للقتال في سورية إلى جانب نظام الأسد. كما أكد الأحوازي، أن إيران قد وعدت "الشيعة الأفغان" بأن تمنحهم الجنسية السورية، وتوطنهم فيها كمواطنين سوريين، وقدر في الوقت ذاته تعدادهم بقرابة ثلاثة ملايين، توجد منهم أعداد كبيرة منهم لاجئون في إيران منذ سنوات.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعمدت فيها طهران مع نظام الأسد، لما يعرف بتغيير التركيبة الديموجرافية في سورية، حيث عمد النظام مؤخراً على تجنيس "إيرانيين"، في خطوة هدفها بالدرجة الأولى، تعبئة الفراغ الذي أحدثه معارضو النظام الفارون للخارج، بالإضافة إلى الفراغ الذي أحدثته أسر تفوق السبعة ملايين أسرة، والتي لاذت بالفرار من سورية هرباً من الموت، وبراميل نظام الأسد المتفجرة.
طهران تطرد "أفغانيين" لرفضهم القتال بجانب "الأسد"
كابول: فهيم الله أمين
كشف أفغاني كان لاجئا في إيران يدعى رضا حيدي (35 عاما) أن سلطات طهران بدأت في طرد اللاجئين الأفغانيين من إيران إلى بلادهم بعد أن رفضوا الذهاب إلى سورية لدعم "الأسد".
وتريد السلطات الإيرانية منح الأفغانيين الذين يشاركون في حرب الدفاع عن الأسد الإقامة في الأراضي الإيرانية، وبهذا الغرض أرسلت إيران مئات الأفغانيين إلى سورية، مقابل وعدهم بمئات الدولارات كمرتبات شهرية.
ويقول حيدي: إن السلطات الإيرانية طردته بعد أن رفض الذهاب إلى سورية، وسحبت منه بطاقة اللجوء.
ويقال إن السلطات الإيرانية أرسلت مئات الأفغانيين إلى سورية، خاصة من أصفهان ومشهد وقم، مقابل مكافأة 400 و500 دولار كمرتبات شهرية، ولم يعد منهم واحد إلى إيران أو إلى بلاده، بحسب هذا اللاجئ الأفغاني العائد.
وسلمت السلطات الإيرانية حيدي إلى نظيرتها الأفغانية في معبر "إسلام قلعة" بعد طرده من أراضيها.
يأتي ذلك، في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة "وال ستريت جورنال" الأميركية أخيراً، أن إيران ترسل اللاجئين الأفغان كمقاتلين للدفاع عن نظام الأسد، مقابل (500 دولار) كمرتبات شهرية، إضافة إلى منحهم الإقامة داخل إيران.