تفضل بعض الأسر في محافظات ومدن عسير قضاء نهاية النهار في قرية رجال ألمع الأثرية، إذ تتناول الأكلات الشعبية، وتستمتع بالدفء، والمشي في الأودية السحيقة، والجبال العالية كالشرفة، وقيس، وغيرهما، بعيدا عن صخب المدن.
تقول أم فهد "إحدى الزائرات من أبها": "أزور رجال ألمع مع العائلة كل أسبوع، وفي اليوم المحدد أستيقظ باكرا وأعد وجبة الطعام، ونخرج بها أنا وزوجي وأطفالي لنتناول الغداء في متنزه ألمع بوادي العوص، أو في القرية التراثية".
وأضافت: إن "محافظة رجال ألمع تتميز بقربها من أبها، إذ يمكن للعائلة العسيرية أن تصل إليها خلال دقائق، وتستمتع بفعاليات مجلس ألمع الثقافي، والقرية التراثية، والآثار التي تحكي قصة الماضي"، مشيرة إلى أن هذه المحافظة وجهة سياحية قبل ما يزيد على ثلاثين سنة، وقبل إنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار.
وتساءلت قائلة: "لماذا لا تنظم المدارس رحلات لطلابها إلى هذه القرية؛ ليستمتعوا بهذه الآثار وبالطبيعة الخلابة ؟"، وطالبت بالإسراع في تنفيذ المشاريع السياحية والبلدية؛ لخدمة الزوار الذين تتزايد أعدادهم، خاصة في شهور الصيف.
وقال محمد الغامدي "أحد الزوار من خميس مشيط"، "بعض الأسر تفضل قضاء بقية النهار بعد العمل الرسمي أو المؤسسي الخاص في قرية "رُجال" مصطحبين معهم أطفالهم؛ ليستمتعوا بمناظر القصور الشامخة، والاطلاع على ما يضمه متحف القرية من قطع أثرية نادرة، وتناولهم المشروبات الساخنة، ووجبة "البسيسة" في قصر القرية، الذي شيده الأهالي لاستقبال الضيوف والزوار".
ويذكر سعد علي ـ قادم من أبها ـ أن ما يجذبه إلى قرية "رُجال" التراثية، هو الدفء الذي لا تتمتع به الكثير من المحافظات في هذا الوقت من العام، وأيضا مسارات القرية، والممرات القديمة تحت الحصون".
أما المقيم السوداني محمد آدم، فعبر عن سعادته بالوجود في هذه القرية مع أسرته، مؤكدا أنه يحرص على القدوم هو وعائلته إلى القرية في الإجازات.
من جهته، أوضح رئيس بلدية محافظة رجال ألمع حسين بن علي رجب، أن "مشاريع القرية التي تنفذها البلدية، ومنها المسرح ستكون جاهزة في الصيف المقبل".
إلى ذلك، بين مدير فعاليات وبرامج قرية رجال ألمع التراثية، إبراهيم مسفر الألمعي، أن "السياحة في رجال ألمع أصبحت على مدار العام، وذلك للسمات الطبيعية الجميلة التي تتميز بها، إضافة إلى البرامج المتجددة التي نقدمها على مدار العام، التي تجعل من زيارة الأسرة متعة حقيقية"، مشيرا إلى أن الاستعدادات مستمرة لموسم صيفي حافل بالمناسبات والأحداث الشيقة، ومن الخطوات الجديدة التي ستجذب الزائر فعاليات مجلس ألمع الثقافي، التي سيتم تفعيلها هذا العام.