تسعى إسبانيا في مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم إلى تحقيق رباعية أسطورية بعد تتويجها في كأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010، لكن انغماس أبرز لاعبيها في موسم مزدحم قد يلعب دوره السلبي حيال تحقيق هذا الحلم.

عرف الدوري الإسباني معركة طاحنة في الموسم المنصرم بين أتلتيكو مدريد وبرشلونة وريال مدريد حتى لحظاته الأخيرة وتوج الأول بلقبه، وبلغ فريقا العاصمة نهائي دوري أبطال أوروبا ونال الريال اللقب، وأحرز إشبيلية لقب الدوري الأوروبي "يوروبا ليج"، لينهي لاعبو إسبانيا موسما مرهقا قبل التفرغ لشؤون المونديال.

شددت الصحف المحلية على تأثير إصابات ظهرت مع انسحاب لاعب وسط بايرن ميونيخ "تياجو الكانتارا" من التشكيلة بعد حارس برشلونة فيكتور فالديس، وتقدم بعض اللاعبين في السن، وقال مدير صحيفة "أس" ألفريدو ريلانيو: "لقد كبر الفريق سنوات إضافية، نظرة اللاعبين لم تعد مثل قبل، العناصر الرئيسية في التشكيلة بدأت بالتراجع"، ملمحا إلى لاعبي الوسط تشافي (34 عاما)، وتشابي ألونسو (32 عاما).

لكن في المقابل، تبقى إسبانيا الحصان الأقوى بعدما حافظ المدرب "فيسنتي دل بوسكي" على إنجاز الراحل "لويس أراجونيس"، وبحال تتويجه في 2014 سيصبح أول فريق يحرز اللقب العالمي مرتين على التوالي منذ البرازيل في 1958 و1962 (فازت إيطاليا أيضا في 1934 و1938)، لكن مجموعته لن تكون سهلة مع هولندا وصيفته والباحثة عن رد دين نهائي 2010، وتشيلي الصاعدة بقوة والراغبة بدورها بالثأر من الأسبان بعد خسارتها 1-2 في الدور الأول في جنوب أفريقيا 2010 بهدفي "فيا" و"أنييستا".

موضوع استمرار هيمنة إسبانيا على الكرة العالمية يشغل بال الكثيرين، لكن سلاسة اللعب بدأت تنحسر خصوصا بعد الخسارة الكبيرة في نهائي كأس القارات 2013 بثلاثية نظيفة أمام البرازيل، التي قد تلتقيها إسبانيا مبكرا في الدور الثاني بحال تعثرت في الأول.

لكن الإسبان يعولون على عدم تتويج أي من أبطال كأس القارات في النسخ الماضية، فحتى قبل 2010 تعرضوا لخسارة مفاجئة أمام الولايات المتحدة صفر/2 في كأس القارات 2009.

وفي ظل هذه التساؤلات، طرح "دل بوسكي" تشكيلة تضم النجوم الاعتياديين مطعمة ببعض الوجوه الجديدة، فإلى جانب الحارس "إيكر كاسياس" والمدافعين "سيرخيو راموس" (ريال مدريد)، و"جيرار بيكيه" (برشلونة)، لاعبي الوسط تشافي، وأندريس أنييستا، وسيرجيو بوسكيتس، وسيسك فابريغاس (برشلونة)، وتشابي ألونسو (ريال مدريد)، ودافيد سيلفا (مانشستر سيتي الإنجليزي)، وخوان ماتا (مانشستر يونايتد الإنجليزي)، والمهاجمين "دافيد فيا" أفضل هداف في تاريخ المنتخب (أتلتيكو مدريد)، وفرناندو توريس (تشلسي الإنجليزي)، برز اسم المجنس "دييجو كوستا" هداف أتلتيكو مدريد بعد نقله من العباءة البرازيلية إلى صفوف بطلة العالم، بالإضافة إلى الحارس البديل دافيد دي خيا (مانشستر يونايتد)، والظهير دانيال كارباخال (22 عاما). قبل أن ترفع الكأس الذهبية الغالية في جنوب أفريقيا، كان اسم إسبانيا مرادفاً لأقوى منتخب في العالم غير متوج، لكن جيل الألفية الثالثة كسر الماضي المر ورفع لا روخا إلى مصاف العالمية، وفي البرازيل سيشاركون للمرة الـ10 متتالية والـ14 في المونديال.

باستثناء النسخة الأخيرة، لم تكن نتائج إسبانيا في المونديال مشجعة، فحلت رابعة في 1950 وبلغت ربع نهائي 1934 و1986 و1994 و2002.