المعلّم بـ"أحد رفيدة"/ "علي عبد المعين عسيري" يبعث بتهنئته الخالصة للمرحلة المتوسطة، بمناسبة إقرار مادة "الحاسب الآلي" هذا العام! ومن يعرف منذ متى ونحن نطالب بهذه "البدهية" العصرية وغيرها من البدهيات، مثل إقرار اللغات في المرحلة الابتدائية، يدرك حرارة التهنئة!

أخيراً ياوزارتنا الحبيبة! والله لا تتخيلين كم فرحنا لك! فرحةً غطت أعياد "الرياض"، وأنست أحزان "جدة"! وعرفنا الآن فقط: لماذا عاد المعلمون من "بنود" و"محاشي" وهم يلعبون "العرضة"؟ ولماذا ارتفعت الزغاريد من المعلمات: "أنصاف محاشي"، و"شهيدات"، إلى درجةٍ استفزَّت "جمس بوند"؟ إنها مناسبةٌ لا تتكرر في "الوزارة" إلا كل مئة عام: الحاسب دخل المرحلة المتوسطة ياهوووه! مين قدنا؟ كفانا الله عيون الحساد؛ خاصّةً الـ22 مليون "صيني"، الذين كتب عنهم الزميل "الضمير المتكلم"/ "عبدالله منوّر الجميلي" في الأزمل منه/ "جريدة المدينة" يوم السبت الماضي، وزعم أنهم بدأوا يومهم الدراسي بمشاهدة برنامج تلفزيوني يعرض تجارب عددٍ من نماذج النجاح؛ لكي "يحلم" التلاميذ ببلوغ مثلها من الآن! مساكين: "يحلمون"؛ لأنه ليس لديهم في الواقع "حاسب آلي في المرحلة المتوسطة"! ولهذا كان على وزارتنا ـ حرسها الله ـ أن تبذل الأسباب وتتقي ملايين "العيون" الصينية ولا تعلن مثل هذا الخبر؛ عملاً بالأثر الشريف: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" !ولكن {وأما بنعمة ربك فحدث} فلماذا نفسد فرحتنا بهذه الوساوس؟ صحيحٌ أن وزارتنا ـ وبعد كل هذا التأخر والتأخير ـ ستدرِّسها "نظرياً" فقط في كل المدارس الحكومية، وتطبيقياً بتخصيص جهاز واحد لكل خمسمئة طالب في المدارس "الخاصة" السعودية، وجهاز لكل مئة طالب "سعودي" في المدارس "العالمية" بما فيها "نادي النصر"، أما "الأجانب" فلكل طالب جهازان: مكتبي ومحمول؛ لتدني درجة الذكاء لديهم "اسم الله علينا"! ولكن على رأي الزميل/ "الشعب المصراوي كله": "ياما أنتَ كريم يارب/ كنا فين وبقينا فين"؟!

وسترتفع عندك الحرارة، والضغط، والسكر، والحليب، والحديد، والإسمنت حين تقرأ ملحوظة "عبدالمعين" التي ختم بها تهنئته الصادقة: "التهنئة خاصةٌ بتلك المدارس التي لا تعرف الكهرباء؛ بل لا تصلح للاستهلاك الآدمي"! فمن يقرأ كلمة "خاصة" يظن "اسم الله علينا" أن تلك "الكتاتيب" قليلة! ولن نقول له: انظر فقط حولك على امتداد الطريق من "أبها" إلى "نجران" ـ حيث كان يعمل ـ بل ليتك تشرفنا بزيارة "الرياض" نفسها، وعلى بعد بضعة كيلو مترات من مبنى "الوزارة" العتيق!!

وهل تظن أن الوزارة لا تدري عن تلك "الكتاتيب"، وأنها اتخذت هذه القفزة الجبارة "خبط عشواء"، كما يلمزها المغرضون في كل "تعاميمها"؟ مستحيل قطعاً يا "عبدالمعين"، بل فعلت ذلك تحفيزاً لمئات المخترعين من أبنائنا، المدعومين بملايين الريالات والمختبرات عبر برامج "موهبة"؛ ليخترعوا حاسباً آلياً يعمل دون أي "طاقة"!! والنجاح يولِّد نجاحاً، والفرحة ترضع أفراحا!!