أسفرت جولة نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر في برنامج "إثراء المعرفة" بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الرياض. عن تعزيز حضور "سؤال أرامكو الثقافي"، بالتوازي مع حضورها التنموي في شق البناءات والمشاريع الإنشائية. ورغم العمق الثقافي لتاريخ أرامكو، والذي يعرفه المطلعون، إلا أن ثم وهجا يلوح مبشرا في الأفق، استنادا على الكلام الصريح للجاسر خلال الجولة "أرامكو دخلت مجالاً اجتماعياً ثقافياً تعليمياً معرفياً نحن نحتاج إليه، وفعاليات إثراء المعرفة رائعة ومتقنة، هي شركة عملاقة، نحن في وزارة الثقافة نتمنى أن نوثق علاقتنا بها في الجانب المعرفي والثقافي، وهم فعلاً شركاء لنا في معرض الرياض الدولي للكتاب". ويبدو أن ما سبق معلومات قديمة، لكن الأهم - في تقديري - إضافة الجاسر "تفاهمت مع الإخوة في أرامكو على أن بعض الزوايا الإبداعية في أجنحة إثراء المعرفة قد نستفيد منها إن شاء الله في أسبوع ثقافي سنقيمه في ألمانيا في 25 سبتمبر بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، ومنها الرسم على الرمل". وفي سبتمبر أيضا سيعلن لقب "قارئ العام"، بما يذكرنا بأن أرامكو حاضرة بقوة، بجمال يفصح عنه ابتعادها عن "البروباجندا"!

برنامج إثراء المعرفة هو واحد من عدة برامج، تتعاطى مع البناء المعرفي لأفراد المجتمع، وتمنية الحس الجمالي في دواخلهم، يأتي من بينها برنامج "اقرأ" المقتصرة المشاركة فيه على من هم دون الخامسة والعشرين من طالبات وطلاب الجامعة والمرحلتين الثانوية والمتوسطة، يتنافسون على لقب "قارئ العام"، وفق آلية كلها مباهج، وتتسق مع إيقاع العصر، متيحة بزوغا هادئا لزهرات صغيرة في حقول المعرفة والفن.

لا أدري إلى حد يمكن أن يكون مقبولا فيما لو استرشدت - على الأقل - وزارة الثقافة برؤية أرامكو، في محاولة منها - سيصفق لها الوطن كله - لإنعاش برامجها ونشاطاتها، والخروج من دوائر الملل التي لم تعد تلائم ما يجري من حولنا .

بالأمس كنت أشاغب أحد قيادات تنفيذ برنامج "اقرأ" المؤهل للقب "قارئ العام" وسألته "أين القناة الثقافية عن فعاليات برنامجكم هذا"؟! فابتسم، وعلق مختصرا "إن شاء الله قدام".

وبالأمس وأنا أقرأ تصريحات الجاسر تبسمت نشوانا كما تبسم صديقي الدكتور، وقلت "قدام".