صورة مخيفة تعمد حزب الله وشبيحة النظام السوري في لبنان تعميمها من أجل ترهيب اللاجئين السوريين في لبنان، ودفعهم للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، التي انطلقت أمس في الخارج، إذ شهدت العاصمة بيروت تظاهرات لموالين للنظام السوري في أماكن تجمعات اللاجئين، رفعت صور "الأسد" وأعلام حزب الله، وسورية، وإيران، وروسيا. وبحسب رصد "الوطن"، فقد شهد الطريق المؤدي للسفارة السورية زحمة سير خانقة، نتيجة توجه اللاجئين السوريين للمشاركة في الاقتراع، خوفاً من عدم تجديد أوراقهم الثبوتية أو حرمانهم من العودة إلى بلادهم وديارهم مرة أخرى. وأشارت معلومات موثقة إلى أن الحزب الطائفي هدد اللاجئين الذين يقيمون في مناطق نفوذه بالطرد من أماكن سكنهم، إذا لم يشاركوا في الانتخابات، وقام بعض أنصاره بختم هوية كل من شارك في الانتخابات، لترهيب غير المشاركين، والذين لم يتم ختم هوياتهم من عقوبات جسيمة.
وأشارت مصادر لبنانية رسمية إلى أن الأعداد الكبيرة من السوريين أمام السفارة لا تعني كثرة أعداد الناخبين، مستندةً على الإحصاءات الرسمية، التي تثبت أن ما يفوق 55% من الموجودين أمام المبنى، من القاصرين الذين لا يحق لهم المشاركة والانتخاب، إلا أن الغاية من جلبهم كانت إظهار عدد أكبر من الناخبين أمام الرأي العام.
وفي تدخل غير مبرر في عمل السلطات الرسمية، قام أتباع حزب الله بتنظيم صفوف الناخبين أمام بوابة السفارة، ولوحظ أنهم يتحدثون مع الناخبين لحثهم على التصويت لصالح إعادة انتخاب الأسد، وطالبوهم بإرسال رسائل هاتفية إلى أقاربهم الذين عزفوا عن المشاركة. ولم تتوقف التجاوزات عند هذا الحد، بل وقعت مواجهات بين قوى الأمن اللبناني وبعض شبيحة النظام الذين اعتدوا على رجال الأمن.
وكان مصدر مطلع قد كشف لـ"الوطن"، أن اللاجئين السوريين في لبنان يواجهون تهديدات من أنصار حزب الله، وبعض مسؤولي السفارة السورية في بيروت بمواجهة كثير من المتاعب مستقبلاً، إذا رفضوا المشاركة في الانتخابات الرئاسية المرتقبة. وقال المصدر - الذي رفض الكشف عن اسمه - "يتردد رجال ضخام البنية في سيارات داكنة النوافذ على مخيمات اللاجئين دون سابق إنذار، حيث يطالبونهم ببطاقات الهوية ويسجلون أسماءهم، وهددوا بأن تأتي سيارات يوم الانتخاب، ومن لم يدل بصوته فسيواجه متاعب كثيرة، وسيمنع من دخول سورية مرة أخرى". وأضاف المصدر "رغم أن بعض اللاجئين تشجعوا وقاموا بإبلاغ السلطات الأمنية، إلا أن الأخيرة لم تبد اهتماماً كبيراً بالأمر، رغم أنه بلغ مرحلة التهديد، وكل ما فعلوه أنهم قاموا باستجواب بعض هؤلاء الزوار الغامضين، الذين أنكروا بطبيعة الحال أن يكونوا قد وجهوا أي تهديدات للاجئين، فتم إطلاق سراحهم، رغم أن مجرد وجود أشخاص يحملون أوراقاً عليها شعار السفارة السورية كاف لإثارة القلق في نفوس الكثيرين".
من جانبه، قال نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي لـ"الوطن"، إن الغارات الجوية على بلدة ?وادي حميد المكتظة باللاجئين، هدفت إلى دفع اللاجئين للعودة إلى القلمون وانتخاب رأس النظام. وقد جاءت هذه الغارات تزامنا مع تشكيل ما سمي لجان المصالحة التي أوفدها النظام إلى عرسال".??