يبدو أن عدوى التوقيع مع المشاهير من اللاعبين والفنانين انتقلت إلى الإعلاميين، بالأمس كان المذيع يقدم تلك الأخبار وتفاصيل صفقاتها واليوم بات بعض مذيعي نشرات الأخبار ومقدمي البرامج هم المعنيون بالانتقالات لاعتبارات مختلفة منها البحث عن الذات والمهنية أو كسب المزيد من الجماهير.

الشاب الأنيق "خالد مدخلي" الذي انتقل مؤخرا إلى قناة العربية قارئا لنشراتها في دبي قد تأخر كثيرا في الذهاب إليها، وهذا ليس تقليلا من شأن قناته السابقة "الإخبارية" وإنما "مدخلي" كان يطمح للمحاكاة بالتجربة وبتطوير أدواته كثيرا، فهو لا يفضل أن يبقى على وتيرة واحدة في الأداء والموارد طيلة حياته. عادة ما تكون الامتيازات هي معيار تنقل الإعلاميين بين وسائل الإعلام الخاصة، ولكن ماذا عن الإعلاميين التابعين للقنوات الحكومية، المتكاسل منهم و"المتسبب"، خارج قناته تراه قنوعا ويردد عبارة "الله لا يغير علينا"، أما من ينظر للأفضل فيقع في شرك الانتقال وهاجس الفشل أو عدم التوفيق خصوصا إذا كان متزوجا أو لديه أطفال، إلا أن بعضهم يهتدي إلى نظام "الإعارة" التي عادة ما تكون للأسف مشروطة بالأشخاص وليس بالنظام كما يقول متضرروها. لو وجد الإعلامي الحكومي نفسه في وسيلته من حيث التدريب والاحترافية والامتيازات وبيان ثقافة الحقوق المتبادلة لما فكر كثيرا بالبحث عن القنوات الأخرى والدول المجاورة، حيث البعد عن الأقارب وغلاء المعيشة، ومع هذا ما زالت "الهجرة الإعلامية" مستمرة بتصدير الإعلاميين السعوديين من رئيس تحرير صحيفة إلى تلفزيونيين كالمذيعين والمعدين وفنيي المونتاج، وهنا يأتي سؤال: كم عدد الإعلاميين الخليجيين الذي يعملون في الوسائل الإعلامية السعودية؟.