أرجع عضو مجلس دارة الملك عبدالعزيز، الدكتور عايض الزهراني موافقة رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على إنشاء مركز تاريخي للطائف، إلى حرص سموه على تاريخ الطائف، مبيناً أن المركز يهتم بتاريخ الطائف الظاهر كالقصور والمساجد وبالنتاج الفكري، وأشار الزهراني إلى أن المركز يهدف إلى جمع المعلومات والبحوث والدراسات عن الطائف وإعادة نشر البحوث المنهجية، وتقديم خدمات متخصصة للباحثين عن تاريخ الطائف، وإنشاء مكتبة متخصصة، إصدار أعمال موسوعية، ودوريات علمية، إعداد خرائط ومجسمات، والتعاون مع المراكز المشابهة، وإنتاج الأفلام الوثائقية والكتب، لافتا إلى أن أول إنتاج هذا المركز هو إصدار موسوعة الطائف الشاملة التي طرحها محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر، ووافق عليها مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز.
جاء ذلك خلال أمسية امتزجت بين السيرة النبوية والتاريخ والشعر، شهدها منتدى السالمي مساء أول من أمس، في "ندوة عن تاريخ الطائف"، تحدث خلالها 3 من أستاذة الجامعة عن الطائف وتاريخه وعلاقته بالسيرة النبوية وبالأدب والشعر.
حيث تناول الدكتور عبدالله بن عيضة المالكي، الطائف في السيرة النبوية وربطها بحادثتين، الأولى عندما أتى إليها الرسول صلى الله عليه وسلم داعياً بعد أن ضاقت عليه مكة بما رحبت، فتوجه إلى الطائف إحدى القريتين اللتين ذكرتا في القرآن لعله يجد الدعم والنصرة ولكن أهلها أبوا دعوته وأخرجوه منها، والحدث الآخر عندما أتاها فاتحاً بعد غزوة حنين، ودخلها من غربها من وادي نخب بالتحديد. كما أشار المالكي إلى أن الطائف احتضنت عدداً من رموز الصحابة كعبدالله بن العباس وعمرو بن العاص.
وعن الطائف في الشعر قال الدكتور عالي بن سرحان القرشي، إن منعة الطائف بتضاريسها الجغرافية والتصاقها بمكة المكرمة جعلت كثيرا من الشعراء المعاصرين والقدامى يشيدون بقصائدهم الشعرية عن معالمها، وامتزج الشعر بين مكة والطائف والذي ظهر كثيرا في شعر عبدالله سراج مثلا، حيث ظلت الأمكنة المشهورة في الطائف باقية في الذاكرة مثل وادي وج، الذي ارتبط بحادثة مشهورة بين الخليفة عمر بن الخطاب (الفاروق) وابن الأسكر مع ابنه كلاب عندما ذهب للجهاد وفارقه وقال قصيدته المشهورة في شوقه لابنه وأنه أصبح طاعنا في السن وينشد ابنه كلابا ويعاتب الخليفة عمر والتي مطلعها (إذا هتفتْ حمامة بطن وجٍ ،،،،،، على بيضاتها ذكرت كلابا). ثم انتقل القرشي في حديثه إلى أثر عكاظ وحفظ الزمان والمكان له ولشعرائه ومناداتهم لعكاظ في عودة الشعر وعنفوانه، كما استحضر قصائد لشعراء من العصر الحديث امتزج شعرهم بالطائف أمثال أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، والغزاوي، ومطلق الثبيتي، لافتا إلى أثر جبل غزوان الذي تقع عليه مدينة الطائف، ذاكرا أنه كان ملهما للشعراء في قصائدهم عن الطائف.
إلى ذلك، شهدت الأمسية تدشين باكورة إصدارات المنتدى من سلسلة من الطائف المأنوس، وهو كتاب (عبدالمغني أمين.. وجه ووجيه من الطائف المأنوس).