الإنسان سواء كان طفلا أو شابا أو من كبار السن، يستطيع إعادة بناء حياته، وهذه الإعادة تؤدي إلى تجديد الحياة، وهي كلمة ينبثق منها طابع التفاؤل.

الإعادة لا تعني أن تبدأ من الصفر، بل من المكان الذي وصلت إليه، وهي ليست لحاضرك وإنما لتغيير مستقبلك. إنها تعني حصول بعض التغييرات أو تغيير الأولويات. وتعني أن تنظر إلى حياتك بطريقة جديدة. أين أنت الآن؟ وما الخيارات التي أوصلتك إلى هذا المكان؟ وما الطرق التي تؤدي إلى تغيير بعض هذه الخيارات التي تغير مستقبلك؟

ما وصلت إليه الآن إنما هو نتيجة خيارات اخترتها من قبل. لذا تجد الأشخاص الذين يختلفون في مكان وصولهم، هم مختلفون في خياراتهم غالبا، وكذلك العكس نسبيا كاختيار مجال الدراسة.

إذا لم نكن راضين عما وصلنا إليه، فلا يجب التوقف هنا، بل يجب أن نستأنف من حيث توقفنا، والعودة إلى حلم أهدافنا.

من هنا، يجب أن ننظر إلى الخيارات التي أوصلتنا إلى هنا، وما مدى رضانا عنها، فهي أساس وصولنا إلى هنا بغض النظر عن ماهية هل هي جيدة أم سيئة؟

ولكن كي تعيد حياتك بشكل صحيح، يجب عليك تقييم هذه الخيارات، واستبعاد ما هو سيء منها، والاستمرار على ما هو مفيد. هناك طرق عدة لتغيير بعض الخيارات التي لم تكن على صواب، ومن هنا يجب علينا أن نعدد كل الأمور المهمة وغير المهمة، ومن ثم ترتيبها على أساس الأولويات، وهذا يعني أن لا مكان للمجاملات. فعندما تكون المجاملات سببا في تغيير الأولويات وتقديم الأمور غير المهمة على الأمور المهمة، هنا تكون مضرة بشكل أو بآخر على المستقبل.

وفي الختام، التجديد وإعادة بناء الحياة مهم جدا لكل إنسان، ولكن في حدود اتخاذ قرارات مبنية على أرض الواقع. قرارات تحدد الخيارات الصحيحة والمؤدية إلى نتائج إيجابية في المستقبل القريب والبعيد، وقبل ذلك، يجب النظر في الخيارات التي ما زلنا نعيشها ومحاولة تقويمها وتوجيهها للطريق الصحيح الذي يضمن النتائج الإيجابية.

أخيرا، تحديد الأولويات على حساب المجاملات أمر صعب، ولكن الوصول إلى مستقبل مُرضٍ أهم من جميع المجاملات المعيقة للنجاح.