دفعت المذاكرة الجماعية طالبات الجامعات في المدينة المنورة إلى ارتياد المقاهي. وبررت الطالبات ذلك بأن الجلوس في المقهى يكسر روتين مراجعة الدروس، إذ يجمع المقهي بين الترفيه والدراسة في وقت واحد، ويوفر حرية أكبر للدراسة.
وقالت الدكتورة بجامعة طيبة قسم علم النفس، عهود الرحيلي، لـ"الوطن" إن ذهاب الفتيات للمقاهي للمذاكرة والاستعداد للامتحانات النهائية سلوك مقبول لدى بعض الفتيات الراغبات في الاستذكار الجماعي الجاد، في جو يخلو من الروتين والملل، ولكن من جهة أخرى، قد يكون هذا الاستذكار الجماعي الخارجي وسيلة للهروب من المنزل، بما يحتويه من نصائح الوالدين، وكثرة التوجيهات والمراقبة، وقد يكون ذلك التجمع الخارجي هروبا من الاستذكار في حد ذاته، وعدم الميل والرغبة في القيام به، والبحث عن التسلية والترفيه.
وأضافت أن الأسباب الجوهرية لمثل تلك السلوكيات، قد تشير إلى اختلال في القيم، وتغير في الاتجاهات نحو الوالدين وتوجيهاتهما، ونحو العلم وأهميته، والتأثير الواضح لجماعة الرفاق على سلوك الشباب، التي تؤدي في الغالب إلى استذكار غير فعال وضعف تركيز، وبالتالي تحصيل دراسي منخفض، لذا فعلى الوالدين والمعلمات إعادة توجيه الفتيات اللاتي يقمن بهذا السلوك نحو عادات الاستذكار الصحية، واكتساب مهارات التفوق الدراسي، وكيفية إدارة وتنظيم الوقت، وترتيب الأولويات؛ لتحقيق تحصيل دراسي مرتفع. إلى ذلك، تقول الطالبة الجامعية، ريم ناظر، التي التقتها "الوطن" في أحد المقاهي العامة بالمدينة المنورة، إن جلوس الطالبات في المقاهي العامة لم يعد منظرا غريبا، مشيرة إلى أنه على الرغم من ضجيج الطرق المطلة على المقاهي، إلا أنها ترى أنها المكان الأنسب للدراسة، خاصة إذا كن يقصدنها مع زميلاتهن لتبادل المعلومات والخبرات الدراسية.
أما سلمى النجار، الطالبة في كلية الآداب بجامعة طيبة، أفادت بأنها ترتاد المقهى للدراسة وكسر الروتين الممل، الذي يؤثر سلبا على رغبتها في مراجعة دروسها، لافتة إلى أن المنزل يوفر الراحة للدراسة، لكن المقهى يتيح لها مقابلة رفيقاتها للدراسة الجماعية، بعيدا عن روتين مراجعة الدروس في المنازل المغلقة.
من جهتها، قالت الطالبة فاطمة عمر، إن المقاهي الحديثة توفر للطلبة والطالبات أماكن مريحة وهادئة للدراسة والاتصال بشبكة الإنترنت السريع بعكس القديمة ذات المساحات الضيقة والخدمات الإلكترونية البسيطة.