لم يساورني أدنى شك في أن استئناف العميد سوف يرفض، ولن يكون له قيمة، وإنما مضيعة للوقت والمال والتركيز على إعداد الفريق للمباراة المهمة التي لعبها مساء البارحة والتي أتمنى أن يكون قد تجاوزها إلى نصف نهائي القارة.
الثقة الكبيرة عندي في عدم كسب الاستئناف ليس بسبب إجراء إداري أو نقص في المحتويات أو خطأ في الإرسال أو تأخير، لا، لا.. فهذا أمر قد يحدث، ولكن الأمر أكبر من ذلك، ويتعلق بحضورنا وحضور ممثلينا الضعيف والهامشي وغير المؤثر في الاتحادين الدولي والقاري.
لأنني أعرف الكثير من بواطن الأمور، التي لا أستطيع نشرها أو البوح بها على الأقل في الوقت الراهن، فإنني ما زلت عند رأيي الذي كتبته قبل سنوات وهو يتعلق بنوعية الممثلين لرياضتنا في الاتحادات الدولية.
للأسف يروج بعض أعضائنا الفاشلين، الذين لم يكسبوا قضية واحدة وإنما عملهم هو توزيع الابتسامات والتوقيع على المحاضر، أن الممثل في الاتحادات الدولية ليس له علاقة باتحاده المحلي، وإنما عمله هو الاتحاد الذي هو عضو به، سواء الدولي أو القاري.
وللأسف هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلا، وأغلب الأعضاء الذين أعرفهم كان همهم الأول وهدفهم خدمة كرة القدم في بلادهم من خلال الاتحاد القاري أو الدولي، دون الإضرار بالاتحادات الأخرى، وإنما من خلال العلاقات الممتازة والذكاء في التعامل والفطنة في الحوار والنقاش والمجادلة.
إن العضو التاريخي العالمي الناجح عبدالله الدبل "يرحمه الله"، كان همه وهدفه الأول مصلحة كرة القدم السعودية وقد أسهم بحضوره وهيبته وتأثيره في استضافة المملكة لكأس العالم للشباب عام 1989، وأسهم في اعتماد بطولة القارات ضمن بطولات الفيفا الرسمية وهي بطولة سعودية خالصة فكرة وتنفيذا، بالإضافة لإسهامه في كسب العديد من القضايا الأخرى على مستوى الاتحادين الدولي والقاري.
إن المرحلة القادمة تتطلب إعادة النظر في نوعية الأعضاء في الاتحادات الدولية، وأن يكون العضو من الشخصيات الفاعلة في كرة القدم وممن عمل في الأندية، ويعرف ظروفها وصعوباتها ومشاكلها وممن لديه الحجة والفهم الكامل للوائح ومن المشهودين لهم بحسن التعامل وجدية العمل.
شخصية ليس لها هم إلا تطور ونجاح كرة القدم السعودية في المحافل الدولية، شخصية مهابة من كافة الأعضاء الآخرين بما تمتلكه من كاريزما قيادية وإدارية ونضج، وليس شخصيات تبحث عن نجاحها وحضورها وانتشارها الشخصي على حساب البلد.
لو كان لدينا أعضاء مؤثرين في الاتحاد الآسيوي لما صدر قرار العقوبة أساسا على نادي الاتحاد لأن ما فعله جمهوره ـ وإن كنت غير مؤيد لهذا الفعل ـ لا يساوي شيئا مما يفعله الجمهور الإيراني، ولم نسمع أو نرى عقوبات رادعة للتجاوزات العنصرية الدينية والسياسية التي تمارس في الملاعب الإيرانية بشكل مبرمج والتي هي عند الفيفا أعظم وأهم من ألعاب نارية من خلال تصرف فردي قد تضر بسلامة جماهير الاتحاد أنفسهم قبل غيرهم .
للأسف لم يجد الاتحاد الآسيوي عضوا سعوديا واحدا يقول لهم (stop)، لأن ما يحدث عند غيرنا أكبر بكثير مما يحدث لدينا، وحتى نجد ذلك العضو.. أتمنى ألا نشد الظهر ببعض الموجودين اليوم.