أن تكون مذيعا أو صحفيا أو ممثلا أو مطربا أو مبدعا في أي من مجالات الإبداع الإنساني، وتحظى بهالتي الشهرة والضوء، وتكون وجها معروفا على الشاشات، فكل ذلك متوقع ووارد جدا، لكن أن تكون إنسانا بسيطا، تعمل في بيع الكُشري، وتكون نجما في الشاشات، وتتعدى شهرتك حتى حدود بلدك، فالحكاية في منتهى الغرابة!

استضافت الفنانة إسعاد يونس في برنامجها الجميل جدا "صاحبة السعادة"، رجلا مصريا كبيرا في السن، يعمل بائعا للكشري، لكنه ذائع الصيت.

العم "أبو طارق"، وتلك كُنيته الشهيرة، يشكل حالة شعبية ووجدانية في وسط القاهرة، كبائع كُشري، لم تستضفه القنوات المصرية فقط، بل دار وجهه في فضائيات عربية عدة، بل وتعدى ظهوره محيط الإعلام العربي، لما تحدثت عنه إحدى القنوات اليابانية، في تقرير حول مهنته، وشهرته النادرة.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل صار "أبو طارق" شخصية سينمائية، ظهرت في أفلام عدة، منها فيلم "طباخ الريّس"، بل وزاد الأمر إلى أن تغنّى به مطربون مصريون من بينهم، المطرب الشعبي الشهير شعبان عبدالرحيم.

"أبو طارق"، هو الوجه الهامشي الذي صار رأسيا، وهو بائع الكشري الذي صار نجما للفضائيات والأفلام.