احتفى اللبنانيون أمس على المستويين الرسمي والشعبي بالذكرى الـ14 لتحرير جنوب لبنان بعد سنوات من الاحتلال الإسرائيلي. وقال رئيس الوزراء تمام سلام في بيان بهذه المناسبة، إن لبنان كان في مثل هذا اليوم من عام 2000 قيادة وشعبا وجيشا، يسجل انتصارا رائعا على العدو الإسرائيلي ويفرض الاندحار على آخر جندي إسرائيلي من الجنوب والبقاع الغربي ومن الأراضي اللبنانية التي احتلها سنوات طوالا.
وأضاف "هذه هي الصورة الناصعة المشرقة التي لا تزال أمامنا اليوم نحتفل بها لما كانت تمثله من وحدة لبنان في مواجهة العدو ولما كانت تجسده من التفاف صادق للقوى السياسية حول الجيش".
وأشار إلى أن هذه الذكرى العزيزة على قلب كل اللبنانيين، تطل اليوم وسط ظروف دقيقة مع عدم تمكن المجلس النيابي من انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، مؤكدا أن هذا الوضع يحتم على الجميع استنفار كل الهمم لتحقيق التوافق السياسي بأسرع وقت واليوم قبل الغد.
إلى ذلك، اتفقت مجموعة من السياسيين اللبنانيين على وجوب العمل على اختيار رئيس جديد لبلادهم التي دخلت مرحلة الفراغ الرئاسي أول من أمس، عقب مغادرة الرئيس السابق ميشال سليمان للقصر الرئاسي بعد انتهاء فترته، حيث دعا رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري في بيان إلى وجوب التعامل مع شغور موقع رئاسة الجمهورية، وللمرة الثانية بعد انتهاء ولايتين متعاقبتين "بوصفه خطرا جديا يهدد سلامة النظام الديموقراطي ويجعل من الرئاسة هدفا للابتزاز الدائم بالفراغ والوقوع في المجهول"، محذرا من "مخاطر إبقاء الموقع المسيحي الأول في نظامنا السياسي شاغرا".
من جانبها، اتهمت قوى 14 آذار حزب الله بتعطيل الاستحقاق الرئاسي، لأن نوابه وحلفاءه امتنعوا عن حضور جلسات الانتخاب، وبالتالي عن تأمين النصاب المطلوب. ودعوا الطرف الآخر إلى "الالتزام بموجبات وكالتهم الدستورية، من خلال الحضور إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية". وعدوا في بيان تلوه من مجلس النواب، أن الفريق الآخر أراد لهذا الاستحقاق أن يكون مناسبة للإطاحة بالديموقراطية والميثاقية، من خلال اشتراط التوافق مسبقا على اسم الرئيس قبل تأمين نصاب الجلسات.