علمت "الوطن" أن توجيهات مشددة أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي صدرت للجنة الرئاسية بالعمل على الوقف الفوري للمواجهات المسلحة وإلزام الحوثيين بوقف عمليات التوسع والتقيد باتفاق الهدنة الذي أبرم مساء الجمعة الماضي.
إلى ذلك، توعد الجيش اليمني بالحسم العسكري في مدينة عمران، شمالي العاصمة صنعاء إثر تصاعد حدة التوتر في المدينة، وتجدد الاشتباكات بشكل حاد بين مسلحي جماعة الحوثي وقوات عسكرية تابعة للواء 310 مدرع المكلف بحماية المدينة، إضافة إلى مواجهات بين الحوثيين ورجال قبائل.
وأكد الشيخ عبد الكريم أحمد مجلي أحد وجهاء القبائل بعمران لـ"الوطن"، أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحي الحوثي وقوات اللواء 310 مدرع في منطقتي جبل الجنات وتلة المحشاش المطلتين على مدينة عمران من جهة الشمال، ما تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى أغلبهم من صفوف الحوثيين، في وقت أقدمت فيه جماعة الحوثي على قصف منزل رئيس مجلس النواب وشيخ مشايخ حاشد السابق الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، في منطقة الجنات، حيث شوهدت ألسنة اللهب وهي تتصاعد من المنزل.
وأشار الشيخ مجلي إلى أن تجدد المواجهات المسلحة وتعثر مساعي اللجنة الرئاسية المكلفة بوقفها تسبب في ازدياد أعداد الأسر النازحة من عاصمة المحافظة جراء تصاعد المخاوف من اندلاع حرب واسعة النطاق تشترك فيها أطراف قبلية مناهضة لجماعة الحوثي.
ونوه الشيخ مجلي إلى أن الحوثيين يقومون بالتوسع في العديد من المناطق وأنه في حال لم يتم وقف توسعهم وتعزيز إمكانيات اللواء 310 للتصدي لهم فإنهم سيتمكنون من تهديد العاصمة صنعاء من جهة الشمال والسيطرة المطلقة على جبل "الصمع" الذي يمكن من خلاله التهديد المباشر للعاصمة.
من جهة أخرى، أكدت مصادر عسكرية مسؤولة بعمران أنه في حال لم يبادر الحوثيون إلى التقيد بوقف عمليات التوسع والانسحاب من عاصمة المحافظة فإن قوات الجيش ستنفذ عمليات عسكرية غير مسبوقة لإجبارهم على التراجع والانسحاب، مشيرة إلى أن خيار الحسم العسكري في عمران هو المرجح لتسوية الصراع القائم.
وقد أدت المواجهات الدامية في عمران إلى تعطيل المدارس بعدما أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إغلاق المدارس أبوابها لليوم الثاني على التوالي أمام الطلاب بسبب المواجهات.
في غضون ذلك قالت مصادر أمنية أن حملة تابعة لقوات مكافحة الإرهاب ألقت القبض على أفراد خلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية بالعاصمة صنعاء، حيث تم مداهمة المنزل الذي كان يتحصن فيه أفراد الخلية التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة مسيك- شرق العاصمة صنعاء.
وفي منطقة أرحب شن الطيران الحربي غارة على منزل كان يحتضن اجتماعا لعناصر من تنظيم القاعدة بينهم أجانب في قرية أرحب شمال صنعاء.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن سلاح الجو استهدف منزلا يملكه رجل يدعى "توفيق الحكمي"، لكنه لم يصب المنزل مباشرة، كما لم يصب أحد ممن كانوا في المنزل في الضربة الجوية، مضيفة أن تحركات مشبوهة لعناصر من القاعدة شوهدت مؤخرا في المنزل، وكان من الموجودين به أجانب بينهم سعوديون.
من ناحية أخرى، لقي القيادي في تنظيم القاعدة باليمن، صالح التيس، مصرعه في عملية لقوات الأمن بالعاصمة صنعاء أمس. وأوضحت وزارة الدفاع اليمنية، أن القيادي الذي لقي مصرعه والمكنى بـ"أبو ياسر"، متورط في عمليات اغتيال طالت مدنيين وعسكريين ودبلوماسيين أجانب.