أغضب بابا الفاتيكان إسرائيل مرتين أمس حينما ترجل من سيارة كان يستقلها في شوارع بيت لحم ليقف عند الجدار الذي أقامته إسرائيل على أراضي المدينة لعزلها عن القدس الشرقية، وأيضا عندما استخدم تعبير دولة فلسطين في كلمته، حيث توجه إلى الرئيس الفلسطيني بالقول "معروف عنكم أنكم رجل سلام وصانع سلام، إن اللقاء الأخير الذي عقدته معكم في الفاتيكان، وزيارتي لفلسطين يشهدان على العلاقات الطيبة القائمة بين الكرسي الرسولي ودولة فلسطين، والتي آمل أن تنمو من أجل خير الجميع".

ومن مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، دعا بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، الرئيسين الفلسطيني محمود عباس، والإسرائيلي شمعون بيريز، إلى لقاء صلاة في الفاتيكان من أجل السلام.

وقال "كلنا نطمح إلى السلام، ومن واجبنا جميعا -لاسيما الأشخاص القيمين على خدمة شعوبهم- أن نكون أدوات السلام وبناته، من خلال الصلاة قبل كل شيء، بناء السلام صعب، لكن العيش بدون سلام عذاب".

وكان باب الفاتيكان قد وصل إلى بيت لحم صباح أمس قادما من الأردن في محطته الثانية بالأرض المقدسة قبل أن يتوجه في المساء إلى القدس الشرقية، حيث أنهى زيارته للمنطقة.

ولأن الرئيس الإسرائيلي لا يعد أصلا شخصا مقررا للسلام في إسرائيل التي تضع مسؤولياتها الكبرى في يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن الرئيس عباس استهل لقاءه مع بابا الفاتيكان أمس في مدينة بيت لحم بالقول "نرحب بأي مبادرة قد تتخذونها أو تصدر عنكم لجعل السلام حقيقة في الأرض المقدسة، وبما يمكن شعبنا من بناء حياته ومستقبله الإنساني والثقافي، وهويته الحضارية بأمن وسلام واستقرار وعيش كريم في وطنه".

وترأس بابا الفاتيكان قداسا كبيرا شارك فيه نحو 8 آلاف من الفلسطينيين والأجانب والتقى مع أطفال من أبناء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتناول طعام الغداء مع عائلات تمثل المعاناة الفلسطينية، وذلك قبل لقائه بمفتي القدس والديار الفلسطينية وعدد من الشخصيات بالقدس والأوقاف الإسلامية.