عندما يبحث الصحفي عن المعلومة الصحيحة التي يستند عليها في كتاباته؛ فهو يبحث عن أهم عنصر من عناصر نجاح العمل الصحفي، ولكن من يدرك ذلك؟ فالمعلومة التي يبحث عنها الإعلاميون لدى كثير من المؤسسات الحكومية وحتى الأهلية غالبا ما تكون مغيبة بقصد أو بدونه.

ليست هناك جهة حكومية تستشعر أهمية الإعلام؛ بل وتستثمر في الإعلام سوى الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي تثبت لنا في كل عام أن لها استراتيجية مختلفة عن جميع المؤسسات الأخرى.

في صيف عام 2006، أطلقت الهيئة العامة للسياحة والآثار أول قافلة للإعلام السياحي، إيمانا منها بأهمية دور الإعلام في إبراز وإظهار المقومات السياحية للمملكة، وبهدف التسويق السياحي ودعم السياحة الوطنية، وخلال 9 سنوات استطاعت الهيئة أن تسير 23 قافلة إعلام سياحي استهدفت 750 إعلاميا من السعودية ودول الخليج، ولفتت انتباه الإعلام المحلي والخليجي إلى كثير من المواقع الأثرية السياحية في المملكة، ولم تكن معروفة من قبل.

واليوم، وفي بمبادرة مختلفة؛ أطلقت الهيئة خدمة إلكترونية جديدة لقادة الرأي العام من كتاب الأعمدة والمقالات في الصحف اليومية والإلكترونية؛ غايتها تقديم المعلومة الصحيحة، والإحصاءات الدقيقة، والإجابة عن جميع استفساراتهم في كل ما يتعلق بالسياحة والآثار في المملكة، وقامت بتصميم منصة إلكترونية يمكن الدخول إليها، والاطلاع على كل جديد في السياحة، إلى جانب تسجيل الكاتب بياناته لإمداده بالمعلومات الدقيقة في فترة زمنية محددة بما يمكن الكاتب من الاطلاع على الحقيقة كاملة وبكل شفافية.

يقول رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان، في حديث صحفي، إن الخدمة أطلقتها الهيئة استشعارا لمسؤوليتها في ضرورة صناعة رأي عام مستنير عن السياحة والآثار في المملكة، من خلال توفير المعلومة لكتاب المقالات والرأي بأيسر طريقة، وبناء شراكات حقيقة معهم؛ ليكونوا عونا للهيئة في النهوض بقطاعات السياحة والآثار.

كم نحتاج إلى مثل هذه المبادرات في كثير من المؤسسات الحكومية الأخرى، التي جعلت بينها وبين الإعلام حجابا مستورا، وهي في أمسّ الحاجة إلى الدعم الإعلامي؛ فهل لهم أن يتعلموا من هيئة السياحة والآثار؟!