انتقدت منظمتا "العفو الدولية" و"هيومان رايتس ووتش" الحقوقيتان الدوليتان بأشد العبارات استخدام روسيا والصين حق النقض "فيتو"، ضد مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن الذي دعا لإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، ووصفتا الموقف الروسي الصيني بأنه يعد "خيانة" لمعاناة السوريين.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو فيليب لوثر في بيان صحفي "روسيا والصين تجاهلتا عدداً لا يحصى من ضحايا الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في سورية التي تقشعر لها الأبدان، عن طريق الاعتراض على قرار لمجلس الأمن الدولي لإحالة الوضع على المدعي العام للمحـكمة الجنائية الدولية.
ولقد أهدرت فرصة حاسمة لتحقيق العدالة، ومرة أخرى تخلت روسيا والصين عن الشعب السوري من أجل إنقاذ التحالفات السياسية، وفشل أعضاء مجلس الأمن في توحيد صفوفهم لتحقيق العدالة الدولية نيابة عن المـلايين من المدنيين الذين يعانون نتيجة لهذا الصراع".
وأشار إلى أن الموقف الروسي الصيني هو "خطوة سياسية قاسية تخون معاناة الناس في سورية".
وأضاف البيان "الفشل الأخير كشف العيوب في عملية صنع القرار داخل مجلس الأمن، وألقى بظلال من الشك في قدرته على تقديم أي احتمالات حقيقية لسلامة المدنيين، وتحقيق العدالة وجبر الضرر لضحايا النزاع في سورية على محمل الجد".
من جانبها، قالت منظمة حقوق الإنسان الدولية "استخدام الصين وروسيا لحق النقض؛ يُعتبر خيانة لضحايا الجرائم الخطيرة هناك؛ فالقرار حظي بدعم دولي واسع، كما وافق عليه 13 من أعـضاء مجلس الأمن".
وأضاف مدير قسم العدل الدولي في المنظمة ريتشارد ديكر في تصريحات نشرها موقعها الإلكتروني "يمكن لموسكو وبكين أن تعترضا على القرار، لكنهما لا تستطيعان قمع رغبة الشعب السوري في العدالة، وعشرات الحكومات التي ساندتهم من أجل حقوقهم، فمع دخول الأزمة السورية عامها الرابع تستعر الفظائع من قبل جميع الأطراف، وقد تجاوز عدد القتلى أكثر من 150 ألفاً، من ثم فإن تصويت روسيا والصين من أجل استمرار الإفلات من العقاب هو وصمة عار".
من جانبها، أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي عن انزعاجها الشـديد من عرقلة موسكو وبكين لمشروع القرار الفرنسي، وقالت "حق النقض الذي يستخدمه البلدان لوقف أي مشروع ضد النظام السوري يزعجنا بشكل بالغ".
كما أعرب مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جيرارد آرو عن حزنه وأسفه الشديد لاستخدام البلدين حق الفيتو ضد المشروع.
وقال آرو في تصريحات عقب جلسة مجلس الأمن الدولي "إنه يوم حزين للغاية، وأشعر بالأسف لموقف روسيا، لقد كان مشروع القرار بسيطاً للغاية، ويدعو فقط إلى المساءلة ومحاسبة مرتكبي الجرائم من كلا الطرفين، ومع ذلك رفض".
من جانبه، أدان رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا بأشد العبارات الموقف الروسي الصيني، وقال في بيان صحفـي "هذا الفيتو نقض للعدالة، كما أن وجود أحد الناجين من هجمات الأسد بالـغاز في قاعة التصويت في مجلس الأمن دليل على جرائم الحرب التي يرتكبها النظام، وهذا الفيتو الذي تستخدمه روسيا والصين للمرة الرابعة خلال السنوات الثلاث الماضية؛ يعطي النظام المجرم والمتطرفين رخصة للقتل في سورية".
وطالب الجربا البلدين بوقف دعمهما للنظام المجرم عن طريق تعطيل الجهود الدولية الرامية لإحلال العدالة في سورية، وتابع "يجب محاكمة نظام الأسد لارتكابه الفظائع والمجازر في سورية. لذلك نطالب المجتمع الدولي باتخاذ عمل حاسم لضمان عدم إفلات المجرمين من العقوبة في سورية".