شهد موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر" دخول مختلف الفئات الاجتماعية السعودية إليه بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، إذ يحتوي اليوم على حسابات كبار مسؤولي حكومة المملكة مثل رئيس الديوان الملكي خالد التويجري، وكذلك الوزير النشط والمتفاعل توفيق الربيعة وزير التجارة، الذي ربما يُعتبر بنظر "جماهير تويتر" أكثر الوزراء نشاطا، وكذلك وزير العمل -وزير الصحة المكلف- المهندس عادل فقيه، وغيرهم، إلا أن العدد يعتبر قليلاً جداً.
ومن ضمن الصفحات الرسمية في "تويتر" حساب وزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالرحمن البراك، الذي دشنه بتاريخ 16/4/2014 بالتغريدة التالية: "بسم الله، يسرني أن أدشن حسابي للتواصل مع المهتمين والمستفيدين من خدمات الوزارة". ويتابِع وزير الخدمة المدنية -إلى جانب الصفحة الرسمية لوزارته- حساب الوزير توفيق الربيعة، وهنا المفارقة الكبيرة بين الحسابين! حيث اكتفى معاليه بتغريدة واحدة هاجراً حسابه ذاك منذ أكثر من أربعة أشهر، وهنا يطرأ في الذهن سؤال عابر: كيف للمهتمين والمستفيدين أن يستفيدوا من حساب مهجور؟!
وقد أصبح وزير الخدمة المدنية وحسابه المذكور تحت دائرة الضوء بعد موجة غضب إلكترونية من تصريحات نُسبت للوزير -لا نعرف حتى الآن مدى صحتها- موجهة لخريجي الدبلومات الصحية، أعقبها إنشاء مغردين للوسم التالي: (#وزير_الخدمة_البراك_من_انتم_حتى_يدرس_وضعكم) عبروا فيه عن استيائهم من تلك التصريحات، بل طالبوا في وسم آخر بإقالته!
ومن التعليقات الواردة في الوسم، ما غرّد به سعود العتيبي معلقاً: "من أنتم؟ جملة لا تحظى بسمعة حسنة في الذاكرة العربية الحديثة؛ ولا يحظى قائلها بنهاية سعيدة"، كما غرّد الأمير الدكتور خالد آل سعود بالآتي: خادم الحرمين الشريفين يقول: عاملوا المواطن كأنه أنا، ومعاليه يقول: من أنتم!!!!".
وفي اليوم التالي من تدشين الوسم المشار إليه نقل الزميل الكاتب في "الوطن" صالح الشيحي بشرى سارة إلى خريجي الدبلومات الصحية، بعد أن تجاوب الوزير معه إثر إشارته في مقال سابق إلى القضية، حيث صرح بالقول: "هم أبنائي، وقضيتهم محل اهتمامي، وستقرؤون الرد على هذه القضية خلال أيام".
وحتى لحظة كتابة هذه المقالة يكون قد مضى قرابة ثمانية أيام دون أن نقرأ أي رد أو تصريح من قبل الوزير بشأن ما نُسب إليه من جهة، وبخصوص القضية الأساسية المتعلقة بخريجي الدبلومات الصحية من جهة أخرى.
لا أعرف الدواعي والأسباب التي جعلت الوزير ينتظر كل هذه الأيام الطويلة وهو يملك حساباً (موثقاً بالعلامة الزرقاء) في "تويتر" موقع التواصل الاجتماعي الأشهر؟! كان يمكنه تهدئة الوضع، ونفي ما نُسب إليه بتغريدة واحدة تبيّن للرأي العام الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وتختزل القيل والقال وكثرة السؤال، سيما أنه اختار هذا الطريق.
فمن يلج عالم "التواصل الاجتماعي" يدرك مدى "التفاعلية" والسرعة التي وفرتها هذه الوسائل، حتى إنها أزاحت الفوارق بين "المستخدمين"، ليصبح الرأي العام السعودي شريكاً حقيقياً في التنمية من خلال التواصل الإلكتروني البناء، فها هو معالي رئيس الديوان الملكي يبث أهم القرارات الملكية في صفحته الشخصية في "تويتر" ليقرأها الناس ربما حتى قبل أن تصل وسائل الإعلام الرسمية ووكالات الأنباء.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، هنالك حقيقة يجب ألا تمر مرور الكرام، وهي أن المسؤول الذي لم يلج مواقع التواصل الاجتماعي بمنصبه الرسمي، فهذا شأنه ولن يلومه أحد، حيث طالعنا تصريحات لمسؤولين حكوميين ينفون أن يكون لهم حسابات رسمية في هذه المواقع، إلا أن الأمر غير المفهوم هو موقف معالي وزير الخدمة المدنية بوجود صفحة مهجورة تتلاطم أمواج (الهاشتاقات) والتغريدات عن يمينها وشمالها دون أن يكون لها حراك إيجابي!