كما هو موسم الصيف والسياحة و"الحماط"، فإن للخونة مواسم يستغلونها على حساب دينهم ووطنهم، ينقلون خلالها أي متسلل من الحدود دون التفكير في خطورة ما يقومون به.

الملاحظ من بداية "موسم الخونة" عقب عيد الفطر المبارك أن السوق لديهم وصلت ذروتها، بل سجلت أعلى معدلاتها قياسا بما تكشفه الحوادث العابرة، والملاحظ أننا ووفق الإحصائيات التقريبية تحت خطر الاستهداف المنظم بالزج بأكبر عدد ممكن من المتسللين لمناطق البلاد والأماكن المقدسة على وجه التحديد، قد يكون هدف هذه العناصر نشر الفوضى في فريضة حج هذا العام، لا سمح الله، وقد يكون الهدف زعزعة الأمن أو تصريف بضائعهم الرخيصة من مخدرات ومشروبات وجنس وسلاح على دواعش الداخل.

لا أقدم حقائق مؤكدة، ولا أرتدي نظارة سوداء، ولكن حجم التسلل وفضائح "الخونة" يجعلني أمام مطالبات احترازية دقيقة على الأقل في هذه الفترة، والأجمل التشهير بالخونة مبكرا وفرض عقوبات معلنة قاسية يسمع بها القاصي والداني. نعرف أن حرس الحدود والأجهزة الأمنية يؤدون المهام طوال العام على أرفع المستويات، لكن كمية الحوادث وحجم التسلل اليومي، برا وبحرا، تضعنا أمام حقائق وأرقام تحتاج لتكاتف المواطنين والمقيمين المخلصين ليكونوا حاجز أمن مرادف ومساعد من أجل وطن آمن مستقر.

موسم "الخونة" يسجل أعلى درجات الخيانة للوطن وكل التحذيرات والتعليمات والإعلانات لم تجد نفعا، بل ازداد الموسم سخونة وخيانة وبيع الدين بعرض من الدنيا، وبيع الوطن على مستهدفيه في وضح النهار.

بعض المتسللين مدربون على السلاح والقنص الليلي وولائهم لجار السوء، هؤلاء لا يصلح معهم الترحيل بل المحاكمة والعقوبة. حفظ الله بلادنا من كل سوء.