إذا كان للفن السعودي رائدة، فلن تكون غير ثريا قابل، وإذا كان للفن السعودي شاعرة معاصرة فستبقى نفسها ثريا قابل، فهي كاتبة الشعر الغنائي التي شاركت في صناعة البدايات وما زالت حاضرة في المشهد، ولم تأت من تشبهها ولم يصبح لها امتداد.
اقتحمت السيدة ثريا قابل الساحة الغنائية كشاعرة في وقت يخشى الرجال دخولها، فكانت شجاعة بما يكفي لتقف أمام كل التحديات التي تواجه المرأة في مشاركة الرجل الحياة العامة، فما بالك بالفن والغناء، وعرفت أيضا كأول سعودية تنشر ديوانا شعريا بالفصحى وحمل عنوان "وادي الأوزان الباكية" احتفى به الشاعر محمد حسن عواد كثيرا.
كانت ثريا أيضا مبدعة بما يكفي لتسجل اسمها مع المخضرم فوزي محسون كثنائي بديع رسم مشوارا مهما في تاريخ الأغنية السعودية، إن لم يكونا وضعا حجر أساس، ولعل أغنية "من بعد مزح ولعب" واحدة من الأيقونات الفنية التي تشاركا في صناعتها، وتقريبا الجميع غناها من بعدهما.
اشتغلت ثريا على الكلمة البسيطة الدارجة وهي التقنية التي أصبحت لاحقا سر نجاح الأغنيات في العالم العربي، فجاءت كلمات أغنياتها تفوح برائحة أزقة الحجاز وعنفوان رواشينه، "أهو صار حبك صحيح"، وكأنها بذلك تستبق الزمن في بعد حداثي ملهم، وهي اليوم يتوقف لها الزمن ليقول إن أغنياتها ما زالت حاضرة بذات الجمال وذات الروح وذات الشجن.