فتحت جماعة الحوثي أمس جبهة جديدة للحرب في المناطق الشمالية من اليمن، في ظل انشغال الجيش في مواجهات شرسة مع تنظيم القاعدة في المناطق الجنوبية من البلاد منذ نحو ثلاثة أسابيع، بعدما هاجم مسلحو الجماعة موقعا عسكريا تابعا للجيش في مدينة عمران، على بعد 70 كيلومترا، شمالي صنعاء، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف الجيش ومسلحي الحوثي.
وأكدت مصادر في عمران أن مسلحي الحوثي هاجموا في وقت مبكر من فجر أمس موقع الجميمة العسكري، الذي يعد واحدا من أكبر المواقع العسكرية في محافظة عمران أسفر عن سقوط 11جنديا و 14 متمردا من الحوثيين وإصابة عدد آخر. وبادر الجيش للرد على المسلحين الذين استخدموا مختلف أنواع الأسلحة، حيث حوصر المهاجمون الذين استنجدوا بمزيد من أنصارهم في منطقة قريبة من الموقع العسكري.
وأوضحت المصادر ذاتها أن المواجهات التي اندلعت بين قوات الجيش ومسلحي الحوثي أسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح في صفوفهما، وأن الجيش دفع بمزيد من قواته لمواجهة الموقف، حيث شوهدت آليات عسكرية وهي تتجه إلى موقع المواجهات.
وذكر مصدر مسؤول بمكتب محافظة عمران أن الموقع العسكري تمت مهاجمته بإعداد مسبق من الحوثيين، وأن أية محاولات للكذب على الرأي العام من أن الجنود هم المعتدون لن تكون إلا من باب تمييع الواقع، مشيرا إلى أن "الموقع بعيد عن الشارع الرئيس الذي تمر منه السيارات، ولا يستطيع أحد الوصول إليه إلا سيرا على الأقدام، ما يدل على أن الحوثيين كانوا يخططون مسبقا لذلك الهجوم".
وعقدت اللجنة الأمنية العليا بالمحافظة برئاسة المحافظ محمد حسن دماج ومديري الأمن اجتماعا لمناقشة تداعيات الهجوم على الموقع العسكري وآليات الرد عليه، بخاصة وأن الهجوم جاء رغم وعود جماعة الحوثي بالتهدئة.
وأثار فتح الحوثيين جبهة مواجهة جديدة مع الجيش في شمال البلاد بالتزامن مع الحرب التي يخوضها الجيش في المناطق الجنوبية ضد "القاعدة" تساؤلات حول الهدف من هذه الخطوة، خاصة وأن جماعة الحوثي عملت على تهدئة الصراع مع القبائل خلال الفترة القليلة الماضية.