في الوقت الذي تفاعل فيه متابعو مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر سماح مستشفى الملك خالد بنجران بخروج مصاب بفيروس كورونا، الذي نشرته "الوطن" أمس، ومطالبتهم بمنع إخراج المصابين إلا بعد التأكد من شفائهم، حماية للمجتمع من خطر العدوى. أكد استشاري أن فئة من مرضى كورونا يتم عزلها وعلاجها في المنزل بإشراف الطب الوقائي.
يقول رئيس أقسام الباطنية واستشاري الأمراض المعدية في مستشفى عسير الدكتور طارق الأزرقي لـ"الوطن" إن "المصابين بفيروس كورونا، ولا تظهر عليهم أعراض المرض يشكلون خطرا على الآخرين أثناء مخالطتهم لهم، ورغم أن وجود الفيروس في أجسامهم بهذه المرحلة ضعيف نوعا ما، إلا أن انتقال العدوى للآخرين وارد رغم أنه قليل، بينما في المقابل نجد المصابين بالفيروس الذين تظهر عليهم الأعراض -وهي ارتفاع في درجة الحرارة، ورشح، وغثيان- يكونون أكثر خطورة، وذلك لأن الفيروس في أجسامهم بلغ الذروة، ويتكاثر بأعداد كبيرة".
وأضاف أن "هناك إجراءات تتخذ في كافة المستشفيات في حال تم الكشف على أحد المراجعين، وظهرت عليه أعراض "كورونا"، حيث تتم إجراءات معينة تبدأ بأخذ مسحة أنفية وحلقية، وعزل المريض عن طريق تنويمه في غرفة خاصة ليس بها آخرون، ويطلب منه وضع كمامة على الأنف، واتباع إجراءات الوقاية، كذلك إعطائه المضادات الحيوية التي تسهم في تخفيف الأعراض".
وكشف الدكتور الأزرقي أن "هناك نوعين من المصابين، الأول: تظهر عليهم علامات بسيطة تدل على الإصابة، فلا يتم تنويمهم أوعزلهم، وتؤخذ منه المسحة الأنفية والحلقية، ويسمح له بالخروج، ويطلب منه العزل في المنزل، لحين ظهور النتيجة، وإذا تأكدت إصابته بالفيروس، تتابع حالته في المنزل من قبل فريق من الطب الوقائي مكلف من الشؤون الصحية كلا حسب منطقته، النوع الثاني: المصابون بكورونا مع أمراض مزمنة، وتثبت إصابتهم بعد الفحص، وهؤلاء يتم حجزهم وعزلهم في المستشفى لمتابعة العلاج".
وعن احتمال إصابة المريض بالفيروس مرة أخرى بعد شفائه، قال استشاري الأمراض المعدية والطب الباطني بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور هايل العبدلي، إن "المتعافين من كورنا لن يكونوا بمأمن من الأصابة مرة أخرى، وإن كان هذا الاحتمال ضعيفا.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة أمس تسجيل ثلاث إصابات جديدة ووفاتين، وأوضح بيان للوزارة أن المصابين أحدهما في الرياض والآخر في المدينة المنورة، والثالث في الطائف، أما المتوفون فواحد في الرياض، وآخر في جدة، وبذلك يرتفع عدد المصابين إلى 540 والوفيات إلى 175.
من جانبه، ألقى وزير الصحة المكلف المهندس عادل بن محمد فقيه أمس كلمة أمام اجتماع لوزارء الصحة في دول منطقة الشرق الأوسط، في جنيف، تحدث فيها عن الجهود والمبادرات التي جرى القيام بها في المملكة لمكافحة فيروس كورونا، وقال : إن "احتواء فيروس كورونا يأتي على رأس أولويات وزارة الصحة، وهو ما نعمل عليه مع شركائنا من المنظمات والمؤسسات الدولية، بالإضافة إلى خبراء البحوث والطب من داخل وخارج المملكة، كما نقوم بالتنسيق يومياً مع منظمة الصحة العالمية للتأكد من تبادل أحدث النتائج والمعلومات.
من ناحية أخرى، بدأ مركز المراقبة الصحية بميناء جدة الإسلامي أمس، تنفيذ برنامجه التوعوي والصحي المقدم للمعتمرين والزوار القادمين من مختلف الدول عبر منفذ الميناء.
وشدد مدير "صحة جدة" الدكتور سامي باداود خلال افتتاح البرنامج على ضرورة توعية ضيوف الرحمن من المعتمرين والزوار لبيت الله الحرام من القادمين عبر منفذ ميناء جدة الإسلامي ومنفذ مطار الملك عبدالعزيز الدولي بكيفية وقاية أنفسهم ومرافقيهم من الإصابة بالأمراض.