دافع مدير مستشفى الملك خالد بمنطقة نجران الدكتور عبده الزبيدي عن موقف المستشفى بعد الهجوم الذي شنه البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تصريح الناطق الإعلامي بصحة المنطقة محسن الربيعان إلى "الوطن"، الذي نشرته أول من أمس، والذي برر فيه إخراج مريض مصاب بفيروس كورونا بأن ذلك بناء على طلبه.
ووصف الدكتور الزبيدي تصرف المستشفى بأنه إجراء طبيعي، وقال في تعليق له على صفحته في موقع "تويتر" صحيح.. لا يوجد ما يجيز لنا إجبار المريض على البقاء، وهذا من حقوقه، ولا يحق لنا أو لغيرنا منعه من ذلك"ـ يقصد "الخروج".
وقوبل تعليق مدير مستشفى الملك خالد بنجران باعتراض من بعض رواد مواقع التواصل، حيث ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، وطالبوا بإجبار المصاب بالفيروس على العزل داخل المستشفى بالقوة الجبرية في حضور رجال الأمن، حفاظا على سلامة المريض من ناحية، ولمكافحة انتشار الفيروس من ناحية أخرى.
وقال فيصل العتيبي في رسالة وجهها للناطق الإعلامي لصحة نجران إن "هذا التبرير فيه عدم مبالاة بحياة الناس، كون المرض معديا، ونهايته تكون أحيانا مأساوية".
من جانبه، وعد المتحدث باسم صحة نجران محسن الربيعان بالإجابة عن كافة استفسارات "الوطن" حول هذه القضية والإجراءات التي اتبعت في السماح للمريض بمغادرة المستشفى، على أن تنشر في وقت لاحق، مؤكدا على مبدأ الشفافية وإظهار الحقائق.
من جهته، أكد استشاري الأمراض المعدية الدكتور عبدالله الحقيل أنه لا يجوز لأي منشأة صحية أن تحتجز أي مريض إذا رغب في الخروج إلا في حالة واحدة وهي أن يشكل هذا المريض خطرا على المجتمع، وفي حال إذا كان الضرر يقتصر على المريض نفسه وكان شخصا بالغا وعاقلا فإنه يخرج بعد أن يوقع على ذلك وبناء على مسؤوليته الشخصية.
وحول مرضى كورونا وآلية خروجهم من المستشفيات قال الحقيل إن هناك مقاييس بالنسبة لذلك بحسب حالة المريض، وليس بالضرورة أن يبقى مريض مصاب بكورونا في المستشفى إذا كانت حالته مستقرة، حيث يمكنه المكوث في المنزل شريطة أن تتم توعيته والمخالطين له بطريقة التعامل مع المريض كي لا تنتقل العدوى.
وحول الأمراض المعدية وكيفية معالجة المرضى بها في المستشفيات أكد الحقيل أن طرق عزل المصابين بهذه الأمراض تختلف بناء على نوع المرض وكيفية انتقال العدوى، ومن هنا تتباين الخطورة، فهناك أمراض تنتقل عن طريق الهواء والملامسة والرذاذ وغيرها، وهنا تتصرف إدارة المستشفى في مسألة عزل المريض حسب حالته ومرضه وكيفية انتقال العدوى منه إلى الآخرين.
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة أمس عن تسجيل ستة إصابات وأربعة وفيات، وأوضح بيان لها على موقعها في الإنترنت أن هناك إصابتين في الرياض ومثلهما في جدة، وحالة في المدينة المنورة وأخرى في الطائف، أما الوفيات فكانت واحدة في كل من الرياض، مكة المكرمة، وجدة، وتبوك، وبذلك يرتفع إجمالي الإصابات إلى 537، والوفيات إلى 173.
وكانت "الوطن" قد نشرت منذ أيام قرار تكليف حمد بن علي الضويلع مديرا تنفيذيا لمجمع الملك عبدالله الطبي بشمال جدة، وذلك في إطار الجهود المبذولة من الوزارة للإسراع في تشغيل مجمع الملك عبدالله الطبي، وجعله مركزا رئيسا لمواجهة مرض فيروس "كورونا".
إلى ذلك، تشارك المملكة في اجتماعات الدورة 67 للجمعية العامة للصحة العالمية التي بدأت أعمالها أمس في جنيف وتستمر حتى الـ 24 من الشهر الجاري بوفد يرأسه وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه.
وتناقش الدورة الحالية عددا من القضايا من بينها قضية مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، ومشروع خطة العمل لصحة الأطفال حديثي الولادة، والشيخوخة في صحة جيدة، وفيروس كورونا في بند القضايا المستحدثة.
كيفية الإصابة بالفيروس تقلق العلماء
واشنطن: رويترز
يقول علماء يقودون الحرب ضد "فيروس كورونا"، إن الجبهة المهمة التالية في المعركة ستكون فهم الكيفية التي يعمل بها الفيروس المسبب للمرض بين أناس لا تظهر عليهم أعراض المرض بوضوح، الذين قد ينشرونه دون أن يعلموا أنهم مصابون به، وتحديد ذلك قد يكون حاسما في وقف انتشار الفيروس. وقال الدكتور ديفيد سويردلو إنه أصبح من الواضح على نحو متزايد أنه يمكن أن يصاب أشخاص بفيروس كورونا دون أن يصابوا بمرض تنفسي حاد.
ويرأس سويردلو فريق الاستجابة لمرض كورونا في المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وقال "ليس من الضروري أن يكون المريض في وحدة للرعاية المركزة مصابا بالتهاب رئوي حاد لكي تكون لدينا حالة إصابة بالفيروس". وأضاف "نفترض أنهم أقل عدوى للآخرين لكننا لا نعرف".
وللمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض فريق في السعودية لدراسة ما إذا كانت هذه الحالات المعتدلة ما تزال قادرة على نشر الفيروس. ويشرف سويردلو على عمل هذا الفريق من أتلانتا. ويعتزم الفريق إجراء تحاليل على عائلات أشخاص يشتبه في إصابتهم بالفيروس حتى وإن كان الأقارب لا تظهر عليهم أي أعراض، وذلك للمساعدة في تحديد ما إذا كان من الممكن انتشار الفيروس داخل الأسرة. ويشعر العلماء بالقلق بشكل خاص لأن كثيرا من الحالات التي اكتشفت في الآونة الأخيرة للإصابة بفيروس كورونا كانت بين أناس لم يكن لديهم اتصال بالإبل أو بالخفافيش التي يعتقد أنها مستودع الفيروس. قال الدكتور مايكل أوسترهولم وهو خبير في الأمراض المعدية من جامعة مينيسوتا "إذا لم يكونوا على اتصال بحيوانات فمن أين أصيبوا بالفيروس.. من المحتمل أنه انتقل من حالات لم تظهر عليها الأعراض".