يبدو نادي الرائد موعودا بصيف ساخن بين الديون وبيع عقود اللاعبين البارزين، وذلك بسبب المطالبات المالية والشكاوى المقدمة ضده في لجنة الاحتراف، من عهد الإدارة السابقة برئاسة فهد المطوع، الأمر الذي أوقعها الموسم المنصرم في مأزق، بسبب حرمانها من تسجيل اللاعبين في فترة الانتقالات الشتوية.

ويخشى الرائديون أن تستمر هذه الأزمة ويتم حرمانهم أيضا في الفترة المقبلة، في الوقت الذي فشلوا في إيجاد حلول لسدادها أو جدولتها بالفترة الماضية، وأيضا حرموا من كثير من الإعانات المالية المختلفة طيلة الموسم الماضي، وذهبت لصالح لاعبين تقدموا بشكاوى ضد النادي.

كما يخشى البعض أن تتسبب الديون الضخمة في عزوف رجالات النادي عن التقدم لكرسي الرئاسة، كما حدث مع عبدالعزيز التويجري الذي أكد أنه ليست لديه الرغبة بالتقدم للترشيح، بسبب الديون المتراكمة، إضافة إلى انسحاب الشرفي عبداللطيف الخضير من الترشح.

وعلى الرغم من أن إدارة المسلم باعت عقد لاعب الفريق عبدالعزيز الجبرين للنصر مقابل 12 مليون ريال، استلمت منها 5 ملايين، والجزء المتبقي سيتم تسليمه على دفعات، إلا أن هذا المبلغ لا يفي بتسديد الديون كاملة، كون الإدارة المكلفة ستنهي جميع الالتزامات التي عليها قبل أن تسلم النادي، وذلك من عوائد الصفقة، وبالتالي من الصعوبة بمكان أن يتم حل مشكلة الديون التي تعيق التسجيل، حيث بلغت أكثر من 13 مليون ريال للاعبين تقدموا بشكاوى للجنة الاحتراف، خلاف المطالبات الأخرى لشركات ومؤسسات وأشخاص تقدر بأكثر من 18 مليون ريال.

من جهته، شدد المشرف على الفريق الأول، المرشح لرئاسة النادي عبدالله السبيعي على ضرورة إيجاد حلول سريعة لإنهاء هذه الأزمة، وقال "النادي عانى منها وسيعاني مستقبلاً إذا لم تسدد، أعتقد أنه لا يوجد أمامنا سوى التفريط بنجوم الفريق وهو شر لابد منه والديون كبلت النادي وتسببت في إيقاف مداخيله المالية أكثر من مرة، فضلاً عن منعه من التسجيل خلال الفترة الثانية الموسم الماضي، ودون شك إذا استمر الحال على ما هو عليه فسيكون الوضع أصعب في المواسم المقبلة، أطالب بالبحث عن مداخيل أخرى إضافية للنادي حتى لا يعاني في المستقبل".

بدوره، أكد رئيس النادي السابق خالد السيف أن حجم الديون كبير ومن الصعوبة على الشرفيين سدادها وهي تفوق إمكاناتهم، مشيرا إلى أن الحل هو بيع عقد لاعب، وهو المخرج الوحيد لإنهاء الديون المتراكمة التي إن استمرت سيتم خصم إي استحقاق مالي في المستقبل، وبالتالي تتضرر الإدارة الجديدة، كما حصل مع الإدارة المكلفة، إضافة إلى الحرمان من التسجيل. وأضاف "يجب بيع عقد اللاعب بمبلغ كبير حتى يفي بسدادها كاملة، ولا نضطر للتفريط بعنصر آخر، هذا ما كنا نطالب به، وهو اختيار العرض الأفضل والأقوى وضرورة تسويق اللاعب بطريقة احترافية تخدم النادي، كذلك يجب على الإدارة إشراك الشرفيين الداعمين فيما يخص بيع عقود اللاعبين، على اعتبار أن مثل هذه القرارات استراتيجية، ويجب أن يكون الرأي جماعيا وتكون هناك شفافية، والإفصاح عن العروض المقدمة وهذا من مصلحة النادي".

وحول إن كانت هناك خطة من قبلهم كشرفيين لمفاوضة اللاعبين الذين تقدموا بشكاوى وإقناعهم بالتنازل عن جزء من مستحقاتهم مقابل تسليهم حقوقهم، قال "حالياً لا نستطيع القيام بهذه الخطوة إلا إذا تم رصد مبلغ مالي، وبالتالي نستطيع العمل في هذا الجانب ونقلص المطالبات بالتفاوض مع أصحاب الحقوق، لكن بشرط أن تكون لدينا سيولة مالية".

من جهته، أوضح عضو شرف النادي أحمد المشيقح أن تأخر إغلاق ملف الديون جاء بسبب الوعود المتكررة من قبل الرئيس السابق فهد المطوع، وقال "المطوع التزم بسدادها قبل رحيله إلا أنه اتضح في الآونة الأخيرة أنه عاجز ماديا عن الوفاء بما وعد به أمام الجميع وعبر الإعلام، يجب تشكيل لجنة لمعالجة الديون بطرق جيدة حتى لا يتضرر النادي، سواء عن طريق جمع تبرعات من رجال الأعمال أو المسؤولين الذين تهمهم مصلحة الرياضة والشباب، أما مسألة بيع العقود فأمرها بسيط، لكن يجب علينا قبل أن نقدم على هذه الخطوة دراسة العواقب من كل الاتجاهات حتى لا نغلق ملفا وتفتح ملفات أخرى يصعب إغلاقها، وبالتالي تؤثر على مسيرة الفريق بالدوري، كما حدث مع عدد من الأندية، التي باعت نجومها والآن تلعب في دوري ركاء". واختتم المشيقح حديثه بالتحذير من خطوة التفريط بأكثر من عنصر، كون ذلك سيأتي بنتيجة سلبية على مستقبلهم.

في المقابل أكد أمين هيئة أعضاء الشرف فهد العايد صحة قرار الإدارة ببيع عقد اللاعب عبدالعزيز الجبرين للنصر، وأضاف "رحيله خسارة، لكن أملنا أنه يلعب في خط الوسط وهو مركز به وفرة من العناصر ويمكن تعويضه بأي لاعب آخر، عكس المراكز الأخرى، كالحراسة وخط الدفاع من الصعوبة تعويضهم".

وتابع "عمليا في نادي الرائد لا يمكن تسديد الديون إلا من خلال بيع عقد لاعب، وهو يعد جانبا من جوانب الاستثمار، خصوصا أن الديون تفوق إمكانات النادي وأعضائه، يجب حل المشكلة بأسرع وقت لأن الوضع في الموسم المقبل سيختلف جذريا عن الموسم الماضي، حيث استطعنا التسجيل بالفترة الأولى، بينما حرم النادي في الفترة الثانية، وسيستمر الحرمان في المواسم المقبلة من قيد اللاعبين المحترفين، سواء على المستوى المحلي أو الأجنبي، وهذه مشكلة كبيرة تهدد النادي".

وقدم العايد اقتراحا بتأسيس محفظة مالية تأخذ من قيمة عقد اللاعب المباع، بحيث يقوم الرئيس الجديد بعمل مخالصات مع أصحاب الشكاوى، ويتم تقليص المطالبات بتنازل أصحابها عن جزء من مستحقاتهم، مقابل الحصول على باقي حقوقهم مباشرة وهذه تخدم جميع الأطراف.