قطع الباحثون عن مأوى، أكبرَ سباق مارثون؛ بغية الوصول إلى مفاتيح السكن التي وعد بها وزير الإسكان قبل سبعة أشهر.
الراكضون في سباق المارثون الشهير لم يركضوا بين أسبارطة وأثينا ـ كما فعل الجندي الشهير ـ الذي يقام تكريما لتضحياته الوطنية سباق سنوي، يزينون بهذا السباق الشهير دورات الألعاب الأولمبية منذ إنشائها قبل 104 أعوام، بل ركضوا من بداية هبة الملك العادل "250 مليار ريال لحل مشكلة الإسكان"، واستمروا يركضون بحثا عن السكن المريح، وفي نفس الوقت هربا من نار أسعار الشقق المتاحة في المدن السعودية.
وزير الإسكان "وبعضمة لسانه" وعد أبناء وطنه بتسليم مفاتيح السكن بعد سبعة أشهر، لذا تسربت أيام الأشهر السبعة ثقيلة عليهم، وترقبوا عيد الفطر المبارك من أجل أن يكون عيدهم عيدين، لكن مفاتيح الشقق السكنية لم تقع في أيديهم ولم ينته ركضهم، فهل بقي من العمر الافتراضي للإنسان ما يكفي للوصول إلى خط النهاية؟ أم يسبق الأجل؟
بعض المناطق معهم الحق في الركض والسعي بكل الطرق المتاحة لمفاتيح الشقق السكنية؛ لأن وزارة الإسكان بدأت فعلا في تنفيذ مراحل الحلم على أرض الواقع، لكن مناطق أخرى مثل منطقة عسير، تعدّ مشاركة سكانها في سباق المارثون مجازفة تندرج تحت بند "اللعب من وراء الصف"، ففي عسير تسلمت الوزارة بعض المواقع، وبدأت معدات صغيرة تهيئ البنية التحتية، وفي ذات الوقت وضع بعضهم ثوبه في فمه وعض عليه بالنواجذ، منطلقا نحو سراب المفاتيح المتناثرة على حبر تصريح الوزير حفظه الله!
البعض يعتقد أن السباق امتد 223 يوما، والصحيح أنه بدأ قبل ألف يوم وقد يمتد مثلها، ومازلنا ننتظر إطلالة معالي الوزير شويش الضويحي لإعلان نتائج السباق المارثوني.
المفاتيح في الطاسة.