قال محققون تابعون للأمم المتحدة الأحد، إنهم حددوا مسؤولين سوريين يشغلون "مواقع قيادية" بعد الاشتباه بتورطهم في جرائم حرب، مطالبين بإحالة ملف جرائم الحرب في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأشارت محققة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، كارلا ديل بونتي، في تصريح صحفي: "أعتقد أن نظر المحكمة الجنائية الدولية في أمر هؤلاء المسؤولين رفيعي المستوى بات أمرا ملحا. فقد آن الأوان كي يتدخل القضاء ويقوم بدوره".
وأشار المحققون في أحدث تقرير لهم اعتمدوا فيه على إفادات 445 من ضحايا وشهود بالخارج، إلى أن كلا من قوات الحكومة وبعض مقاتلي المعارضة ارتكبوا جرائم حرب، تتضمن قتلا وتعذيبا لبث الرعب بين المدنيين. وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد عين ديل بونتي، أواخر سبتمبر من العام الماضي مفوضة في اللجنة المكلفة بالتحقيق في ارتكاب جرائم حرب.
في سياق ميداني، واصل النظام السوري قصفه الشديد لبلدة المليحة بريف دمشق. كما شهدت البلدة اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام، التي تسعى لاستعادة السيطرة عليها. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الثوار حققوا تقدما في القتال، وسيطروا على عدة مبان بمحيط ساحة البلدية بالمليحة. وأضاف أن 18 من عناصر النظام قتلوا أمس.
وأضاف المرصد أن الطيران الحربي شن 3 غارات على مناطق في حي جوبر بالعاصمة، بالتزامن مع قصف مدفعي من قبل قوات النظام على مناطق في الحي، ولم ترد أنباء عن إصابات حتى الآن، بينما استؤنفت اليوم حملة توزيع المساعدات الغذائية على مواطنين في مخيم اليرموك، بالتزامن مع إخراج حالات إنسانية إلى خارج المخيم.
أما في حلب، فقد أكدت شبكة سورية مباشر مقتل 25 عنصرا من الجيش، بينهم ضابطان خلال الاشتباكات مع المعارضة في جمعية الزهراء. وأضافت أن الجيش الحر سيطر على عدة أبنية كانت تتمركز فيها قوات النظام شمالي حي الراشدين، كما دارت اشتباكات عنيفة على عدة محاور بمنطقة الشيخ نجار، وفي محيط فرع المخابرات الجوية بالزهراء، ومحيط اللواء ثمانين. وأفادت لجان التنسيق المحلية بدورها عن اشتباكات عنيفة على طريق نوى ـ الشيخ مسكين، استهدف خلالها الجيش الحر عددا من سيارات المؤازرة والذخيرة لقوات النظام. كما تمكن الحر من تفجير أحد الأبنية التي تتمركز فيه قوات النظام عند مفرق بلدات غباغب ـ دير البخت بريف درعا الشمالي.
وفي محافظة درعا، أفادت شبكة مسار برس بوقوع اشتباكات لليوم الرابع على التوالي، بين الجيش الحر وقوات النظام في حي المنشية، وأن مقاتلي الجيش الحر استهدفوا بأسلحة محلية الصنع تجمعات لقوات النظام، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. إضافة إلى سقوط عشرات القتلى وتدمير دبابة وبعض الآليات العسكرية الخاصة بالقوات النظامية إثر تصدي الجيش الحر لمحاولة اقتحام للمدينة.