كثف الجيش اليمني من ملاحقته لعناصر تنظيم القاعدة، مستخدما سلاح الطيران في عملية الملاحقة والتعقب للفارين من معاقل التنظيم في كل من أبين وشبوة، جنوبي وشرقي البلاد، والذين لجؤوا إلى مزرعة تقع على بعد كيلومترات من تمركز للجيش بمدينة جول الريدة، حيث قال الجيش إنها تحولت إلى مركز لتجمعهم.

وأكدت مصادر عسكرية أن سلاح الطيران قصف أمس المزرعة المعروفة باسم مزرعة "باحتيلي"، وأن القصف ألحق أضرارا مادية وبشرية من دون أن ترد أرقام حول عدد الضحايا من عناصر التنظيم.

وأعلنت المصادر أن الطيران الحربي قصف أيضا مواقع أخرى يوجد فيها التنظيم في كل من: "بير الشفاء ونقب الهجروكهوف مطج"، الواقعة في منطقة الحوطة بمديرية ميفعة بشبوة، قائلة إن عمليات التعقب والملاحقة لمن تبقى من عناصر القاعدة مستمرة حتى يتم القضاء عليهم في جميع مناطق مديرية ميفعة.

في هذه الأثناء قتل جنديان في هجوم مسلح يرجح تنفيذه من قبل عناصر القاعدة عندما تمت مهاجمتهما بالقرب من الإرسال الإذاعي بمدينة الشحر بمحافظة حضرموت.

وأكدت مصادر في الشحر أن الجنديين هما من أفراد حراسة الشركات النفطية العاملة بميناء ضبة النفطي، وقد أطلق عليهم مجهولون النار أثناء قيامهما بتوزيع وجبة الإفطار على المواقع العسكرية الأخرى التابعة لحراسة شركة ضبة النفطية.

وتوازيا مع الحرب في شبوة وأبين، اعتقلت قوات الأمن في محافظة الحديدة، غربي البلاد، أحد العناصر القيادية في القاعدة بمديرية الجراحي بالمحافظة.

وأوضحت مصادر أمنية أن القيادي في القاعدة الذي ضبط أول من أمس يدعى أنيس علي عبدالله العامري الملقب بـ"أحمد الأعرج"، وتم نقله من الحديدة على متن مروحية عسكرية إلى العاصمة صنعاء والتحفظ عليه لدى الجهات الأمنية المختصة لإجراءات التحقيق.

على صعيد آخر، ساوت وزارة الداخلية مرتكبي التخريب في مأرب بأعضاء القاعدة، وعدت أن من يقومون بتفجير أنابيب النفط وتدمير أبراج الكهرباء في مأرب إنما يدعمون دعما مباشرا أجندة التنظيم، وأن هذه الأعمال تصب في خدمة أهدافه الإرهابية الرامية لإشاعة الفوضى في المجتمع وعرقلة مسيرة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإعاقة عملية التسوية السياسية والانتقال السلمي للسلطة.

وقالت الداخلية إن "هذه الأعمال الخارجة على القانون وفي هذا الظرف الاستثنائي الذي يخوض فيه اليمن حربا مفتوحة على الإرهاب تنسجم تماما مع أجندة القاعدة، بل إنها تخدم أهدافه بصورة مباشرة وواضحة لا لبس فيها".

وأكدت أنها ستتعامل مع هذه الاعتداءات كجرائم إرهابية وأن "من يرتكبونها هم عناصر إرهابية وأنه سيجري التعامل معهم من الآن وصاعدا على هذا الأساس".