مشهد ركل "المشجع" في الملعب يزيد القناعة بأنه بإمكان "فرد" تشويه صورة "جماعة"، وبإمكان "صورة أو فيديو" تكريس كراهية، وبإمكان "قانون" حماية "الجميع".

حين يحاول "رجل أمن" تأديب "مخطئ" بعصا في يده وركلات من رجله، فهو يشرعن للفوضى ويشوه صورة جهة أمنية؛ لأن التأديب ليس من عمل رجل الأمن، ويزداد التصرف سوءا حين يكون في مسرح رياضي آسيوي؛ لأن المشهد سيكون عالميا وينقل صورة سيئة، وهو ما حدث في مباراة الهلال السعودي والسد القطري على إستاد الملك فهد الدولي بالرياض.

خلال 14 ساعة فقط شاهد أكثر من 400 ألف شخص أحد الفيديوهات التي وثقت حادثة اعتداء رجل الأمن على المشجع بعد نزوله إلى أرض الملعب، تخيل فقط لو حدث العكس، وتحول الـ"اعتداء" إلى "اعتناء" بذاك الشاب الذي أخطأ ولم يكن الأول، وكذلك رجل الأمن لم يكن الأول الذي يتصرف بهذه الطريقة، لو حدث العكس لكان الفيديو مفخرة للأمن وللوطن، يضاف إلى صور متعددة لرجال أمن يحملون "إنسانية" راقية!

وليس كل اللوم يقع على "رجل الأمن" الذي طارد "الشاب" وانهال عليه بالضرب والركل حين أمسك به أمام آلاف المشجعين دون احترام لعمله ووطنه، وإنما جزء من اللوم يقع على جهته التي لم تمنحه وغيره التدريب والتأهيل الجيدين للتعامل مع المخطئ في ملعب كرة قدم، وتطبيق النظام عليهم ومعاقبته، وتكرار الحادثة يعني أن "بعض" أفراد الأمن لا يدركون طرق التعامل مع المخطئ.

(بين قوسين)

ضبط الأمن لا يكون بـ"اليد" و"العصا"، بل بتطبيق "القانون" والحزم فيه.