الذين تابعوا البطل سلمان الدعجاني عبر برنامج "فرسان سلمان"، في "روتانا خليجية"، كانوا محظوظين بالقدر الذي سمح لهم من الوقوف على 30 قصة إنسانية، أسهم فيها بتغيير حياة 30 شخصا، لكنهم لم يكونوا بالحظ الكافي الذي يسمح لهم بمتابعته وهو يتحدث عن قصة كفاحه، خلف الشاشة، وشرح المنعطفات التي واجهت تحدي 14 عاما.
في رأيي المتواضع، أن أفضل ضيف شرف لـ"ملتقى إعلاميي الرياض"، مع خالص الاحترام لما سواه، هو الفارس سلمان، الذي قادني الحظ لحضور ليلة تكريمه قبل أيام، حينما جاء ملغما بكل الإنسانية والإرادة والتفاؤل، وجعلنا نتقازم أمام أنفسنا، وهزمنا بقوته وصدقه، وأخبرنا كيف نصنع من نقاط النهايات آلاف الطرق للبداية، ولم يكن رحيما معنا وهو يخبرنا أننا سيئوون تجاه الآخرين، والإنسانية، وأن كل الأشياء البطولية التي نتغنى بها تعني الـ"لا شيء"!
في الوقت الذي تستمع لسلمان، أو تتابع أرقام المنجزات، تكتشف أن "مؤسسات المجتمع المدني" كافة مختزلة في استقلاله وإصراره، وأن "وزارة الشؤون الاجتماعية" تتلخص في عطائه، لكنه وكغيره من الآخرين، غيب عن الاحتفاء والتكريم، وحتى الدعم، أو حتى مجرد الشكر، ورغم ذلك صد عن كل هذا الجحود، وواصل صموده، وانتصر، رغما عن أنوف الظروف والحياة والسيئين..
وأخيرا، فأنا ألوم "الصحافة والإعلام" في المقام الأول على هذا الغياب، والتي أسهمت وتسهم في تجاهل وتغييب هذه النماذج، حتى بعد ليلة الاحتفاء قبل أيام، اهتمت جُل الصحف بالشكليات، وراحت تتباهى بالقشور، ونسيت أن تقول إنه أسهم في مساعدة أكثر من 2000 شخص للعودة إلى السير على القدمين وهجرة الكرسي المتحرك، وإنه تبرع بمعالجة 300 من أصحاب الاحتياجات الخاصة مجانا، وأنه أسس مجلة القادة "ليدرز" لتبادل الخبرات فيما بينهم، وتوزع مجانا، كما أعلن عن إنشاء معهد خيري لتدريب وتوظيف أصحاب الاحتياجات الخاصة، وإطلاقه لحملة وطنية للتثقيف عن سلوكيات التعامل معهم تحت عنوان (#قادرين_نغير).. فلنكن جميعا معه، وهذا أضعف الإيمان! والسلام