حين تتمعن في ضخامة العمل البلدي تجده متنوعا بمجالاته وأهدافه، بدءا بتخطيط المدن واشتراطات البناء ومرورا بأعمال التشغيل والصيانة والنظافة وانتهاء بإقامة احتفالات المدن. هذه التركيبة غير المتناغمة أوجدت نوعا من التخبط في العمل البلدي وأضاعت أهم أهدافه المتركزة في تخطيط المدن وبنائها بالأسلوب الصحيح الذي يعد لبنة أولى وأساسا لعمل باقي الوزارات.
وعلى سبيل المثال، من الخطأ أن يتجاوز دور البلدية تجهيز أساسيات موقع الاحتفال ليمتد إلى التشغيل والتنظيم الكامل إداريا وماليا، لا يوجد تفسير لذلك إلا ضعف في قدرات هيئة السياحة لدينا والتي ألقت بضعفها على بلدياتنا. ومن ذلك أيضا تجاوز مهام البلديات جمع النفايات إلى إيجاد برامج تدوير لها، في ظل غياب وزارة البترول والثروة المعدنية التي يجب أن تنظر للنفايات كثروة تستفيد منها، كما في باقي الدول المتقدمة. وعلى النقيض نجد أن فصل مصلحة المياه والصرف الصحي عن البلديات أسهم بإيجاد فجوة كبيرة في خطة التنمية وأوجد زيادة عبء مالي وفني وإداري على جميع الجهات.
أتمنى أن نجد إعادة صياغة لمهام البلديات بما يضمن إقامة مدن مثالية تحقق نمط حياة سليم يساعد على التنمية في كافة مجالات الحياة على مستوى الفرد والمجتمع.