استخدمت الملزمات الدراسية منذ سنوات ماضية كعامل مساعد للطالب والمدرس في وقت كانت فيه الكتب المنهجية واسعة، متشعبة وكثيرة الفصول والأبواب، فعملت تلك الملزمات على تلخيص المهم وخلاصة المناهج، بيد أن كثيرا من مكاتب التصوير استغلت الموقف لتفتح سوقا سوداء لاستغلال طلاب اللحظات الأخيرة، الذين يستنفرون لجمع تلك الملخصات قبيل دخول الامتحانات.
وأوضح عدد من الطلاب الذين التقت بهم "الوطن" والذين يتدافعون في ساحات مكاتب التصوير للحصول على ملخصات المواد العلمية، أنهم حريصون على الملخصات "الملازم" والتي تختصر المناهج. واستغل عدد من المعلمين في المدارس الخاصة هذه الفترة في عمل بعض الملزمات والملخصات ووضعها في أحد المكتبات المتعاون معها وفرض شرائها على الطلاب، كونه يضع أسئلة الاختبارات النهائية منها، وهو ما يجعل الطلاب مضطرين إلى شرائها دون تردد ورغبة في الحصول على علامات، وهو ما يعده البعض تجاوزاً في أخلاقيات العمل التعليمي مع مطالبات بمحاسبة أولئك المعلمين.
يقول عادل السوداني، عامل في إحدى المكتبات، إن المكتبة تظل طوال العام الدراسي في حالة ركود، وقبيل نهاية العام يقبل الطلاب على شراء الملخصات، التي يعدها الطلاب المتفوقون وبعض المدرسين، لافتا إلى أنهم يكونون في حالة استنفار قصوى في هذا الوقت من كل عام، فيما ألمح الطالب محمد الجهني، أحد الطلاب المتفوقين في المرحلة الثانوية، أنه لا يرفض مساعدة زملائه بإعارتهم دفاتره أو نسخها للاستفادة منها، من دون أن يعدوها مرجعهم الوحيد الذي يغنيهم عن الإنصات لشرح المعلم ومعلومات الكتب الدراسية، أما راكان العروي أحد طلاب المرحلة الثانوية، فذكر أنه يشتري المذكرات الدراسية في نهاية كل فصل دراسي أو يصورها من أحد زملائه، مبينا أنها تعينه على المذاكرة، خاصة أن سعرها معقول. ولفتت لمياء عبدالكريم طالبة جامعية، إلى أنها لا تعطي طوال العام الدراسي أهمية للمحاضرات، مضيفة أنها تتجه إلى المكتبات للحصول على الملخصات، أو إلى إحدى الطالبات المتفوقات لتصوير ما تكتبه في المحاضرة.
من جانبه، أشار أحد التربويين إلى أن اختزال المنهج الدراسي بملخص لا يتجاوز العشرة أوراق يعكس مخرجات غير جيدة ويعد جريمة بحق الكتاب المدرسي، الذي يشتمل على كثير من العلوم والمعرفة، وأضاف أن اعتماد الطلاب على الملخصات أسهم في تدني تحصيلهم العلمي، الذي يتضح من خلال اختبارات القدرات العامة والاختبارات التحصيلية.