وأتمنى ألا يتعامل أصحاب الفضيلة الكرام مع الجملة الملكية إليهم من ولي أمرنا وقائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين على طريقة المثل الدارج "وما ذنب العنب إن كان منه النبيذ"، أتمنى أن يكون أصحاب الفضيلة الكرام قد قرؤوا بتمعن واستدراج رسالة الأخ قينان الغامدي إلى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله المنيع لأنها في المضمون ليست رسالة فرد إلى فرد بل طلب مجتمع كامل من علمائه وشيوخه.

رسالة تتمنى منهم أن نعترف بالأخطاء الفادحة التي لصقت بخطابنا الدعوي بأكمله، وطلب أن نعترف بأن في دواخل خطابنا نسبة كبرى من مشكلة التطرف والإرهاب، ومن الخطأ أن نتجاهلها إما بناء على متلازمة "العنب والنبيذ" أو على طريقة شيخنا الفاضل عبدالله المنيع من أن العلماء سيواجهون الأفكار والمذاهب الهدامة الدخيلة "إلى" مجتمعنا.. نحن لدينا تجاهل بالإصرار والعمد في توصيف أساس المشكلة. لم يدخل أحد إلينا بل نحن من دخل إلى الآخرين وهنا بعض الحقائق:

سبعة من عشرة من كبار أعضاء داعش سعوديون خلص. ثلاثة من خمسة في مجلس جبهة النصرة أيضاً من نبيذ عنبنا المحلي. رأس القاعدة وعمودها الفقري وأشياء من أجنحتها وحتى بعض ذيلها هم منتج خطابنا، فلا مكان أن نهرب من الحقيقة. مؤسس "بوكو حرام" ونائباه كانوا ثلاثة طلاب نيجيريين في جامعة سعودية خالصة. كتب المقدسي كتابه الشهير في مكة، وأيضاً في جدة، عاش أيمن الظواهري طبيباً "اسمياً" ولكنه كان يعيش ليالي الأسبوع بجدول محاضرات صارم ما بين الصوالين والتجمعات. هذه حقائق لا دخل لها بالعنب والنبيذ، وأطلب من شيوخنا ودعاتنا مطلبين: الأول: أن يتدارسوا فيما بينهم حقيقة: ما الجامعة التي طلبت من أحدهم القدوم إليها لمحاضرة؟ سيكون الجواب صفراً مربعاً. الثاني: أن تطلب من كل الجامعات برامجها الثقافية للعام الماضي في كل شيء من القسم للكلية للجامعة. من عمادة شؤون الطلاب إلى رحلات ومعسكرات الطلبة. من الجامعات سنكتشف الخيط الذي يمكن قياسه على كل جسد خطاباتنا المحلية.