في خطوةٍ لعزل نظام دمشق "سياسياً" أكثر من ذي قبل، اعتبرت مجموعة أصدقاء سورية، التي عقدت اجتماعاً أمس في العاصمة البريطانية لندن، أن مكاتب الائتلاف الوطني السوري، بمثابة "بعثات خارجية"، في خطوةٍ تفسر أحد أشكال الدعم، الذي يبدو أنه سيزداد خلال الفترة القادمة، لمناهضي نظام بشار الأسد، الذي قال عنه وزير الخارجية الأميركي أمس، إن الانتخابات الرئاسية المزمع أن يدخلها بشار الأسد "تفتقد للشرعية".
وعلى صعيد التسليح، وافقت مجموعة أصدقاء سورية على زيادة الدعم للمعارضة السورية "المعتدلة"، في إشارة تفسر "حلحلة" الموقف الغربي، من دعم المعارضة السورية بالسلاح، والذي لطالما تعذر بمن يصفهم بـ"الإرهابيين".
اللافت، ربط كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره البريطاني ويليام هيج، الإرهاب بنظام الأسد، في قول الوزيرين "إن ذلك الدعم الذي سيقدم للمعارضة من الناحية السياسية والعسكرية، يأتي من منطلق دعمها، لمواجهة كل من "الأسد، والمتطرفين".
وأشار وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إلى أن دول المجموعة اتفقت بالإجماع على اتخاذ مزيد من الخطوات من خلال استراتيجية منسقة لزيادة دعمها للمعارضة المعتدلة ممثلة في الائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى التابع له والجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به".
وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي قد صرحت بعيد افتتاح الاجتماع بأن "هناك توافق واسع من أجل تكثيف الجهود في سورية" مؤكدة أن اجتماع لندن فرصة للبحث في "الوسائل، سواء تعلق الأمر بتكثيف مساعدة المعارضة أو الرد على الأزمة الإنسانية أو ممارسة مزيد من الضغط على النظام السوري".
ويأتي اجتماع لندن الذي شارك فيه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ممثلاً للمملكة، إلى جانب نظرائه وزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وتركيا والأردن، بعد أيام من إعلان الوسيط الدولي بشأن سورية الأخضر الإبراهيمي استقالته مع نهاية الشهر الجاري، محملا الجمود الدولي بشأن كيفية إنهاء الصراع المسؤولية عن إخفاق مسعاه للتوسط من أجل السلام.
وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا على رأس وفد من معارضي نظام دمشق، قد زاروا الولايات المتحدة الأميركية خلال الأسبوع الفائت، ويبدو أن الوفد تمكن من انتزاع أكثر قدر من الدعم الغربي، من الناحيتين، السياسية، والعسكرية.
يأتي ذلك فيما استمرت الغارات الجوية لنظام بشار الأسد على مناطق متفرقة من شمال سورية، في وقت شهد معبر باب السلامة في ريف حلب الرابط مع الحدود التركية، تفجيراً، نفذ عبر سيارة مفخخة. وعلى الصعيد الميداني، قُتل أمس 43 شخصاً على الأقل بينهم نساء وأطفال، وأصيب العشرات بجروح في تفجير سيارة مفخخة عند معبر باب السلامة في ريف حلب بشمال سورية على الحدود مع تركيا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وقال المرصد في رسالة بالبريد الإلكتروني إن التفجير وقع في موقف مزدحم للسيارات والحافلات التي تنتقل بين ريف حلب والمعبر.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "القتلى من المدنيين، وبينهم عدد غير محدد من النساء والأطفال"، فيما بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً مروعة قالوا إنها لآثار التفجير، تظهر رجالا يتحلقون حول عدد من الجثث المتفحمة، بعضها مقطع الأطراف.
وفي سياق متصل، قالت تقارير إن نظام بشار الأسد شن أمس عددا من الغارات الجوية على مناطق متفرقة بشمال سورية أسفرت عن قتل وإصابة العشرات، وقال المرصد السوري إن أكثر من 40 شخصا بينهم كثير من المدنيين قتلوا بهذه الغارات، فيما أشار مقاتل من المعارضة، إلى أن مقاتلي المعارضة فجروا 60 طنا من المتفجرات أسفل قاعدة كبيرة للجيش السوري، وأن الانفجار نسف جانبا من تل وتصاعد الغبار إلى مئات الأمتار في الهواء، وقدم لقطات فيديو عن الهجوم، الذي شارك فيه، بينما لم يحدد حجم الخسائر في الأرواح الناجمة عن الهجوم.