هل تتذكر آخر مرة قلت فيها: "أنا آسف"؟!

ليس مهما أن تتذكر الآن، المهم أن تدرك أن اعتذارك عند الخطأ سلوك بشري قويم. حينما تتيقن أنك أخطأت في حق أحد، ولو بعد حين، فبادر بالاعتذار، "الاعتذار من شيم الكرام".

عندما تعتذر لن ينقص من قدرك شيء، بل تثبت للآخرين احترامك لهم!

تقول الأخبار الواردة من العاصمة، إن عبارة "أنت قليل أدب" دفعت بأحد المسؤولين ـ بدرجة وكيل وزارة ـ إلى المثول أمام المحكمة!

هذا الوكيل ألقى بعبارته الجارحة على رأس أحد زملائه في العمل، والذي كان "وسيع صدر"؛ لكن "للصبر حدود" ـ كما تردد أم كلثوم ـ إذ تكررت العبارة مرة أخرى، مما دفع به إلى التقدم بشكواه، التي سيكون مآلها، كما يقول أحد المحامين لصحيفة الحياة، عقوبة في حق وكيل الوزارة تصل إلى السجن والجلد!

إطلاقا، لم يكن ينقص وكيل الوزارة شيئا لو بادر بالاعتذار من زميله. كلمة "أنا آسف" لن تنقص من قدره شيئا!

ليته قال: "أنا آسف". كلمتان رقيقتان. تذيبان جبالا من العتب واللوم والمؤاخذة!

مازلت على يقين أن الاعتذار عن الخطأ فضيلة، ومن شيم النفوس الصحيحة، ولا سيما أن الإنسان سيتحرر من أغلال عدة. أبرزها عقدة الذنب التي ستلاحقه فيما لو أصر على موقفه. وحينما يعتذر الإنسان صراحة ـ دون مخاتلة أو مواربة ـ فهو يقطع الطريق على كل من يريد استغلال هذا الخطأ للنيل منه.

ليت سعادة الوكيل تحرر من شعوره السلبي وبادر بالاعتذار. لن ينقصه شيء. ولو كنت مكانه لبادرت الآن بالاعتذار. لا أحد لا يخطئ، وبالتالي لا أحد مستثنى من الاعتذار. وأن تفكر بالاعتذار خيرٌ لك من أن تفكر بالحيل والمخارج للنجاة من قفص الاتهام!

وعلى أي حال: حينما تخطئ بادر بالاعتذار. قل: "أنا آسف. لقد أخطأت. أرجو قبول اعتذاري". ليس مهما قبول اعتذارك وأسفك، المهم أن تعتذر.