هاتفني صديق، مبديا استغرابه من عدم خوض الراجي لعفو ربه، كاتب هذه السطور في الشأن الرياضي عبر مقالات سابقة في صحيفتنا "الوطن".

أقول يا صديقي: لم يعد بالإمكان أكثر مما كان، فالمجتمع الرياضي بات محل فوضى، وصعب علاجه من فرط ضعف المسؤول، وعدم قدرته على اتخاذ القرار، فالمتنفذون من رؤساء الأندية لم يتركوا حيلة إلا استخدموها، ولا احتقارا لقرارات اتحاد الكرة إلا فعلوه، ومن ثم لا يستطيع أحد أن يوقفهم عند حدهم لأجل منافسات أفضل.

أما الإعلام فحدث ولا حرج. كثير من غير المؤهلين اقتحموا المجال، وعاثوا فيه فسادا من خلال نحرهم للمصداقية والموضوعية.

كل منهم يغني على ناديه ولاعبه المفضل. يشتم ويتهم، وزاد الأمر بأن يشارك في الردح، ومصداقيته وضميره نائمان في العسل.

أما الجماهير الرياضية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، فأحسب أنها انساقت خلف الموجة، وبات كثير منها لديه موسوعة متكاملة من الألفاظ البذيئة، والاتهامات الجارحة، والأوصاف المخلة. حتى إن بعض التغريدات أقرب إلى مكب النفايات منها إلى التواصل. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أقول يا صديقي: الأمر ليس كما نريد، لن أفسر واقعا يفسر نفسه بشكل يومي، وهو أقرب إلى تناطح التيوس. فالشعور بالانتصار الزائف من طباع التيس، الذي إن لم يجد من يناطحه ناطح الصخور، وهو تصرف يستخدم لدى بعض المنتمين إلى الوسط الرياضي!

وبمناسبة صراع التيوس، لن أتخلى عن وداع الكتابة الرياضية محليا، بأن أهدي قصيدة الشاعر المصري نصار عبدالله "التيس والمرآة" إلى المجتمع الكروي السعودي.

والأكيد أني لم أجد أكثر مناسبة منها لهذا المجتمع المتنافر المتحارب، الذي يريد أن يصنع خصما من لا شيء، كما التيس من فرط البحث عن الانتصار الزائف الذي بدوره يندرج تحت "تياسة" يعاني منها:

يوما ما.. وقف التيس يحدق في المرآة

فرأى التيسَ يحدق في المرآة

هز التيس الرأس.. فهز التيس الرأس

ظن التيس بأن التيس الآخر يتحداه.. ثار وهب وسب أباه

فثار التيس وهب وسب أباه.. نطح التيس التيس

فانخلع القرن.. وَشُجَّ الرأس.. وقف التيس يحدق في اللا شيء

فرأى.. لا شيء.. تمتم لا بأس

قد فر التيس الرعْدِيدُ أمام التيس الصنديد.. لا بأس حتى لو خُلِعَ القرن وشج الرأس

يا كل تيوس العصر.. هذا ثمن النصر