أكد وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، أهمية تطوير منظومة الإعلام العربي، خاصة في ظل التطور الهائل في تقنيات الاتصال والمعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي، وقال: إن الإعلام لم يعد نخبويا تديره الدولة وتوجهه، بل أصبح مسؤولية مجتمعية متكاملة يشارك فيه كل المواطنين فيما يعرف بالإعلام الجماهيري.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك لوزير الثقافة والإعلام، مع وزير الإعلام الأردني محمد المومني، والأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، السفيرة هيفاء أبو غزالة، في ختام أعمال الدورة الـ45 لمجلس وزراء الإعلام العرب أمس.
ودعا الدكتور خوجة إلى ضرورة أن تكون المسؤولية المجتمعية للإعلام في مسارها الصحيح لمواجهة الإعلام المغرض؛ الذي يستهدف سيادة الدول، ويمس الثوابت المجتمعية، ويحرض على الطائفية والعنف.
بدوره أكد وزير الإعلام الأردني رئيس الاجتماع، أن مجلس وزراء الإعلام العرب أقر 16 بندا من البنود ومشروعات القرارات المرفوعة إليه من المكتب التنفيذي لوزراء الإعلام العرب، أبرزها اعتماد الاستراتيجية العربية الموحدة لمكافحة الإرهاب، ومتابعة تنفيذ بنود هذه الاستراتيجية خلال المرحلة المقبلة، عادا أنها تشكل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.
وأشار المومني إلى أنه تم اعتماد البند الخاص بدعم القضية الفلسطينية إعلاميا، والتأكيد على ضرورة توفير الدعم العربي اللازم لقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على محورية القضية الفلسطينية وعدالة مطالبها، التي تكفلها المواثيق والقوانين الدولية.
وقال المومني: إن الدول والشعوب من حقها أن تتمتع بحرية إعلامية تعبر عن قضاياها، مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة تحقيق التوازن الإعلامي؛ حتى لا ينحرف عن أداء رسالته التنويرية في المجتمع.
من جانبها شددت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، السفيرة هيفاء أبو غزالة، على ضرورة تضافر الجهود العربية؛ لمواكبة المتغيرات الراهنة، وملاحقة التطور السريع في وسائل الإعلام، واستخدام هذه التقنيات في نقل رسائل إعلامية متوازنة، تخدم القضايا العربية، وتلبي تطلعات الشعوب.
إلى ذلك دعت وزيرة الإعلام المصرية، الدكتورة درية شرف الدين، إلى ضرورة تحديث ميثاق الشرف الإعلامي العربي، والاستراتيجية الإعلامية العربية، في ضوء معطيات الواقع الإعلامي الجديد، الذي يشهد زخما غير مسبوق، ما بين وسائل الإعلام التقليدية من صحافة وإذاعة وتلفزيون، وبين وسائل الإعلام الجديد، وتحكم رأس المال في صناعة الإعلام.
ولفتت شرف الدين، في تصريح لها على هامش اجتماع وزراء الإعلام العرب، إلى أن التحرك الإعلامي العربي في الخارج مازال ضعيفا، يفتقر إلى الرؤية الواضحة، والخطاب الإعلامي القومي الموحد، وطالبت بتنشيط وتقوية التحرك الإعلامي العربي في الخارج وفقا لرؤية عربية موحدة، داعية إلى تشكيل لوبي إعلامي عربي له أدواته وأذرعه القوية في أنحاء العالم كافة، وإنشاء قناة فضائية عربية تبث بأكثر من لغة، فضلا عن إنشاء موقع إلكتروني عربي باللغات الأجنبية.
ونبهت شرف الدين إلى ضرورة إقرار استراتيجية إعلامية عربية لمواجهة الإرهاب، مطالبة الإعلام العربي بالتعامل بفاعلية مع معطيات الواقع الجديد ممثلا في الإعلام الإلكتروني.
وشددت على ضرورة إحياء اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني، التي توقف نشاطها منذ 2011، بحيث يكون على رأس أولوياتها محاربة الفكر المتطرف، والإرهاب وبث الإشاعات.
وكان مجلس وزراء الإعلام العرب، دعا الدول كافة والمنظمات الدولية لدعم الجهود والحملات الدولية للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كما دعا وسائل الإعلام العربي إلى إيلاء هذه القضية الاهتمام المطلوب.