منذ سنوات والجماهير والإعلام يطالبون بملعب يليق بجماهير ناديي الاتحاد والأهلي، ولا سميا بعد أن تكاثرت قضايا الجماهير في ملعب الأمير عبدالله الفيصل بالفوضى والزحام وعدم وجود تذاكر وصراعات لاحد لها، فكان أن لبى النداء الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله وأيده، وأمر بإنشاء ملعب (الجوهرة المشعة)، وأوكل المشروع لأرامكو كي لايتعثر مثلما تعثرت صيانة ملاعب كثيرة ومقرات أندية جديدة تئن تحت وطأة البيروقراطية والتكاسل والاتكالية.

والحمد لله أن المشروع تم تنفيذه في وقت قياسي ليعوض جماهير جدة خيرا بالمقاعد والبوابات والجمال، والأمل كبير أن تسارع الجهات المعنية بحل مشكلة الدخول وتسويق التذاكر والأرضية وتلافي السلبيات التي برزت في أول مباراتين بدوري عبداللطيف جميل.

ولكن الجميل والمفرح جدا هذا التنافس الجماهيري الكبير لإثبات (الجماهيرية)، حيث تدافع الاتحاديون والأهلاويون لملء المدرجات في أول مباراتين الأولى بين الاتحاد والفتح، والثانية بين الأهلي وهجر، وحضر في الأولى 58896 وفي الثانية 58600، أي أن الفرق فقط 296 مشجعا والحضور أكثر من 58 ألفا، بينما كانت سعة ملعب الأمير عبدالله الفيصل أقل من نصف هذا العدد.

هذا إثبات لمدى شعبية كرة القدم وشعبية الناديين وحب الجماهير في جدة للمدرجات والعشق الكبير بالحضور والمؤازرة متى كانت الأمور في إطارها الصحيح تنظيميا، بل وحتى في وجود معوقات فإن الجماهير تحضر بكثافة في مختلف المناطق، والملاعب صغيرها وكبيرها، جميلها ورديئها، والشواهد كثيرة.

ولذا لا بد من تحسين بيئة الملاعب ضمن مسؤوليات الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإعادة تأهيل وصيانة وترميم أغلبها، مع الاهتمام بالجوانب الترفيهية ومستلزمات المشجع واحتياجاته.

وفي هذا الصدد، تبرز قيمة الـ11 إستادا الجديدة التي أمر بها الوالد القائد الملك عبدالله، ومدى الحاجة إليها لينعم الشباب في مختلف المناطق بما يحفزهم للحضور وتقوية أهمية الرياضة في كينونة المجتمع. والواجب أن يكون الاهتمام مضاعفا من أرامكو والرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد القدم ورابطة المحترفين بما يساعد على إنشاء هذه المشاريع دون نواقص، ولا بد من تعاون هذه القطاعات وأن تبادر أرامكو للاستئناس بملاحظاتهم، كي تكون الملاعب ملائمة ومتوافقة مع المتطلبات الدولية والقارية، هذا لا يقلل أبدا من نموذجية (الجوهرة المشعة) ولا من إمكانات وقدرات أرامكو، بل يساعد على أن تكون هذه المشاريع في قمة الجمال والكمال.

ولا بد من العمل على كل سبل التطوير في مختلف الأماكن والمنشآت بما يوسع نطاق فرص الشباب في مزاولة الرياضة بيسر وسهولة نحو الإبداع. نحن بحاجة إلى عمل جاد يزيح كاهل السلبيات المتراكمة التي أحبطت الكثيرين، مع تشديد المراقبة على كل الجهات والمسؤولين كبيرهم وصغيرهم.

والأكيد أن الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب، هو المسؤول الأول ومن واجبه أن يعمل بقوة وجلد وشفافية وصرامة مع استقطاب كل من يرى فيهم الدراية والخبرة والمعرفة، وتنفيذ توجيهات الملك ووصاياه التي حمله مسؤوليتها، وهو أهل لذلك من خلال مالمسناه في شهره الأول، مع المثابرة ومواصلة العمل بجد وإخلاص.

وبهذه المناسبة نأمل أن يكون الصوت فعالا ومقنعا جدا للقيادة والجهات ذات الاختصاص بتسريع بناء مقرات الأندية المتعثرة، وتوسيع هذا العمل إلى أندية أخرى تتيح الفرصة للشباب في مختلف المناطق بمزاولة الرياضة في ملاعب وصالات صالحة، بدلا من العشش والمباني الطينية المهدمة والملاعب الترابية. وأن يكون التركيز على الأندية والملاعب وليس المدن الرياضية التي تكلف كثيرا ولا تفيد إلا النزر اليسير، بل إنها بالكاد تستثمر في مناسبات قليلة.