من المعروف أن المسجد الحرام، والمسجد النبوي والمناطق المركزية والساحات حولهما تكون مزدحمة بالحجاج والمعتمرين والزوار على مدار العام ليلا ونهارا، بل على مدار الساعة، وتبذل الجهات المسؤولة عن هذه المناطق جهودا كبيرة سواء في المجالات الخدمية وما يتعلق بها من جوانب مختلفة، وكذلك تتواجد الجهات الأمنية من شرطة ومرور ودفاع مدني، وهيئة الهلال الأحمر أيضا لها حضور في عدد من هذه الأماكن، والجميع يعمل، كل في مجاله بهدف توفير الراحة للمصلين والمعتمرين والزوار، وبشكل يتناسب مع قدسية هذه الأماكن، ومع ما يبذل من جهود أمنية وخدمية وصحية وتطوعية إلا أن هناك بعض الجوانب التي هي بحاجة إلى عناية بشكل أكبر من الجهات الرقابية أو المسؤولة سواء داخل الحرم أو ساحاته، أو المناطق المركزية.

ففيما يتعلق بساحات الحرم أو المسجد النبوي أو السطوح عندما تكون مفتوحة للمصلين فقد يكون من المناسب تكثيف أفراد الأمن في هذه الأماكن، بحيث يمنعون عبث كثير من الأولاد والبنات بالكراسي التي يستخدمها بعض المصلين خاصة في الساحات، والسطوح، أو حتى العربات التي تستخدمها عمالة المسجد في نقل السجاد، أو حاويات ماء زمزم، وهناك حاجة لمنع بعض المصلين من الجلوس بممرات الخروج بعد انتهاء الصلاة في المسجد الحرام، أو المسجد النبوي، أو حتى الساحات، حيث يشكلون عائقا لخروج المصلين، وقد يكون ذلك من خلال النشرات التوعوية بعدد من اللغات توزع على أماكن إقامة المعتمرين والزوار، ومن خلال توجيه من يعمد إلى الجلوس في هذه الأماكن إلى الانتقال لأماكن أخرى غير الممرات، كما يتطلب وجود أفراد الأمن داخل المسجدين وساحاتيهما بشكل مستمر، ولا يقتصر وجودهم على أوقات الذروة، أو في سياراتهم في الشوارع حول المسجد.

أما المرور في المناطق التي حول الحرمين فيبذل جهودا جبارة، ولكنها بحاجة إلى إعادة نظر من حيث توقيت منع السيارات من الدخول في بعض الشوارع القريبة من الحرمين، أو من حيث قفل بعض المداخل مما يسبب مشكلة تزاحم في مواقع أخرى، كما أن الشوارع التي تقع في المنطقة الشمالية من المسجد النبوي -على وجه الخصوص- بحاجة إلى تنظيم الدخول بها، ويكون مقصورا على السيارات التي تقل المقيمين في السكن المتوافر على هذه الشوارع، أو سيارات الخدمة لأن هناك باصات وسيارات أجرة، وسيارة خاصة "الكدادة" تقف في هذه الشوارع، وتسبب ازدحاما مروريا، مع أن المرور متواجد، ولكنه لا يقوم بالدور المتوقع منه في منع السيارات والباصات التي تبحث عن ركاب أو زبائن من التوقف في وسط الشوارع، وتعيق حركة سير المركبات، أو المشاة، ويقوم بعض أصحاب تلك السيارات بالسير في الاتجاه المعاكس في بعض الأحيان عند وجود الزحمة بحثا عن الزبائن، وهنا أرى أن تخصص أماكن لمثل هذه السيارات خارج المناطق المركزية، بحيث تكون هذه الأماكن قريبة من المسجدين وفق تنظيم معين بعيدا عن أماكن السكن المزدحمة، وتتم معاقبة المخالف من سائقي هذه المركبات.

كما أطلب من الأمانة سواء في مكة المكرمة، أم في المدينة المنورة أن تكثف جهودها لمنع أهل العربات من البائعين والبائعات الذين يتلقون المصلين، ويعرضون عليهم بعض الملابس أو البضائع، سواء في العربات أو من خلال عرضها على الأرض في الممرات، ومع أن هناك جهودا لمنع ذلك إلا أنها غير مستمرة، وهي بحاجة لحزم، ومن يتم القبض عليه تتم مصادرة بضاعته ومعاقبتـه، لأنهـم بذلك يعملون على ازدحـام الممرات، وإعاقة سير المشاة، ويفتح ذلك المجال لبعض الزوار والمعتمرين والحجاج لعرض بعض ما أحضروه من بضائع معهم من بلدانهم وبيعها في هذه الأماكن.