اتخذ قسم القانون بكلية الشريعة والقانون في جامعة الجوف "المحاكاة" أسلوباً لتدريب الطلاب على تطبيق ما تعلموه في دراستهم، حيث أقام القسم محاكمة صورية لقضية حقوقية أمام مدير الجامعة الدكتور إسماعيل البشري. وجاء العرض محاكاة لمحكمة حول قضية حقوقية دارت أحداثها برفع شخص دعوى "شفعة" لاسترداد المنزل من المشتري باعتباره جارا ملاصقا للمنزل المباع، مطالباً بفسخ عقد البيع المبرم بين جاره البائع والمشتري وتثبيت حق الشفعة.
وفي بداية العرض، استمع القاضي لأقوال المدعي ووكيله "المحامي"، وبعد تقديم محامي المدعي مرافعته، وجه القاضي كلامه للمدعى عليه "المشتري"، الذي أقر بشرائه للمنزل، وتدخل محامي المدعي عليه، وأقر هو وموكله بأن ذمته بريئة، ولم يكن يعلم أن هناك شفيعا للمنزل، وأنه راجع جاره المدعي، وادعى أنه عرض عليه المنزل لشرائه إلا أنه رفض ذلك.
وفي هذه اللحظة، تدخل محامي المدعي عليه، وأنكر تماماً هذا الكلام، مدعياً أن المشتري لم يعرض على موكله المنزل المباع، الأمر الذي دفع القاضي إلى تأجيل القضية إلى جلسة أخرى لسماع أقوال البائع.
واستكملت المحكمة مشهدها الثاني حيث وجه القاضي سؤاله للبائع، وطرح عليه أقوال المدعي بأنه لم يراجعه عند بيع المنزل إلا أن البائع قال إنه عرض عليه المنزل، وسأله القاضي "هل لديك شهود؟". كما وجه القاضي سؤالا للمدعي، وطلب منه أن يقسم اليمين بأن جاره لم يعرض عليه المنزل المباع، فأقسم المدعي على ذلك، وقرر القاضي تثبيت حق الشفعة للمدعي. وعندها تدخل محامي المدعى عليه، وأبلغ القاضي بأن موكله قام بإجراء تحسينات وترميمات في المنزل المباع، وعندها وجه القاضي الخيار للمدعي، إما أن يترك الشفعة أو أن يأخذ الشفعة بما قامت على المشتري من نفقات، إضافة إلى التحسينات والترميمات. وانتهى العرض بكسب المدعي الدعوى وتثبيت حق الشفعة له.
من جانبه، أكد عميد الكلية الدكتور بدر المعيقل في كلمته، أن هذا النشاط يأتي ضمن برامج الكلية في التطبيق والتدريب لطلاب قسم القانون، مبيناً أن هذا العمل يأتي ضمن خطة الكلية في تطوير أساليب التطبيق العملي، كما ذكر المعيقل أن هذا العرض يقام للمرة الأولى من تاريخ تأسيس كلية الشريعة والقانون.