ما يحدث في الموسمين الحالي والماضي من انفلات إعلامي تجاوز حدود الأدب وكشف العقليات والتناقضات، وجعل المتتبع يتيقن أننا نتجه إلى عالم مجهول قد يخرج بعضنا حتى من دينه بسبب انتمائه لناد أو لون معين.
"تويتر" كشف العقليات الجاهلة والمتعصبة والمتشجنة، التي سببت الاحتقان في سماء رياضتنا، وعندما تشاهد ذات الشخص في التلفزيون أو في زاويته في بعض الصحف تراه مختلفا، ورجلا فاضلا وعالما ربانيا يشعرك بأنك أمام حكيم زمانه وعلامة عصره.
للأسف هذا التناقض الغريب العجيب ما بين تويتر والمنبر الرسمي سببه الحقيقي أن الأول مفلوت ولا يوجد به رقيب أو حسيب، أما الثاني ففيه عقوبات وغرامات مالية ووقف وتشهير وقد تصل إلى عقوبات تعزيرية.
عالم "تويتر" أسقط الأقنعة وكشف العقليات الساذجة الزارعة للكراهية والحقد، وهناك من تمادى في سذاجته وسطحيته عبر دخوله في الذمم والإساءة للأندية وللجمهور والأشخاص، مستغلا عدم معاقبته في الدنيا، متناسيا عقوبة الآخرة ،وأن الله شديد العقاب.
في ظل هذا الانفلات المقيت الخادش للحياء بتنا نكره الرياضة، وبتنا نطالب بأن تتكاتف الجهود بين وزارتي الداخلية والعدل ورعاية الشباب لردع المنفلتين، واستحداث لائحة عقوبات صارمة ضد كل من يؤجج التعصب والحقد والكراهية بين الجمهور الرياضي، وأن يخضع لمحكمة إعلامية في وزارة الإعلام من أجل مكافحة هذا الداء المتفشي بين الرياضيين والذي طال جميع المسؤولين واللجان العاملة والاتحادات واللاعبين والمدربين، وحتى محارمهم، وهذا أمر معيب أن يحدث في دولة تحكم شرع الله وتحفظ حقوق الإنسان.
ختاما.. الإنسان هو الرقيب على نفسه، قال تعالى (ليعلم الله من يخافه بالغيب)، فمخافة الله رأس التقوى، وليتذكر كل منا وهو يجلس أمام جهازه الصغير ويدخل في ذمم الآخرين أن الله شديد العقاب وأن بعض التغريدات قد تهوي بصاحبها في نار جهنم سبعين خريفا.