على مسافة 50 كلم شمال الرياض، وقفت "الوطن" أمس على مبنى يتمدد على مساحة 100 ألف متر مربع، أكدت مصادر صحية للصحيفة، أنه المركز الصحي الوطني للمختبرات، وأنه أنشئ ليتخصص في التعرف السريع على الأوبئة والأمراض، التي قد تظهر بمنطقة الشرق الأوسط، إلا أن المشروع الذي أقرته الوزارة قبل 10 أعوام لم ير النور بعد، برغم قيام المبنى البعيد تماما عن الخدمات سواء "كهرباء" أو "إسفلت"، وتحيط به حظائر الإبل، التي تتجه إليها أصابع الاتهام هذه الأيام في التسبب بمرض كورونا. وفيما أضافت المصادر أن المركز الضخم أنشئ ليكون مرجعا لمختبرات المملكة، على أن توفر الوزارة طاقم التشغيل عالي الخبرة والمهارة، قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، الدكتور خالد مرغلاني لـ"الوطن": لم أسمع عنه شيئا.

وتابعت المصادر "الوزارة رصدت للمركز الصحي الوطني للمختبرات ميزانية تشغيلية بلغت قيمتها نحو ملياري ريال، على أن يفتتح عام 2011، إلا أن ذلك لم يتم وبقي المبنى مهجورا. وبين مصدر مطلع ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ أن المركز كان يؤمل منه حينها أن يكون المختبر المرجعي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط.

إلى ذلك أعلنت الولايات المتحدة، أمس، تسجيل إصابة ثانية بفيروس كورونا، كما اكتشفت السلطات الصحية البريطانية حالة ثانية لسعودي كان مسافرا من جدة إلى أميركا عبر لندن.

من جهته، أفاد البيان اليومي لوزارة الصحة السعودية عن تسجيل 8 إصابات خلال الـ24 ساعة الماضية، في الرياض وجدة والمدينة المنورة، توفيت منها اثنتان، إضافة إلى 3 وفيات أخرى سبق الإعلان عن إصابتها، وتماثل 6 للشفاء.




لم تكن تعلم وزارة الصحة عندما قررت إنشاء المركز الصحي الوطني للمختبرات في عهد وزيرها الأسبق الدكتور حمد المانع، أن مركزها الذي لم يتم تشغيله إلى الآن رغم قرب انتهائه، سيكون بالقرب من مصدر فيروس "كورونا" الإبل.

وكانت الوزارة قد قررت قبل 10 أعوام إنشاء مركز صحي وطني للمختبرات يختص بالتعرف السريع على الأمراض والأوبئة التي قد تظهر في المنطقة، ويكون مرجعاً لمختبرات المملكة، على أن توفر طاقماً من المختصين ذوي القدرات العالية، وأن يضم المركز قسما للفيروسات المتقدمة وضبط الجودة والتدريب، ووضع ضوابط التحكم في أداء مختبرات المملكة. وأنشأت الوزارة المركز على أرض مساحتها نحو 100 ألف متر مربع في الصحراء، ولا يجاورها من الخدمات أي شيء.

"الوطن" زارت موقع المركز الذي يبعد عن العاصمة الرياض قرابة 50 كيلو مترا شمالاً، لتلاحظ أنه يقع بين حظائر الإبل ومخيمات للشباب، وبعيداً عن الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، والسفلتة.

كما علمت الصحيفة من مصادرها أن وزارة الصحة رصدت للمركز الصحي الوطني للمختبرات ميزانية تشغيلية بلغت قيمتها نحو ملياري ريال، وذلك قبل نحو عامين إلا أنها لم تفتتح المقر. وبين مصدر مطلع- فضل عدم ذكر اسمه- أن المركز الذي طال انتظاره لسنوات طويلة كان يؤمل منه حينها أن يكون المختبر المرجعي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط على غرار المختبرات المرجعية العالمية، متسائلاً "لماذا ترك بهذا الشكل مع الحاجة الماسة إليه؟".

وبادرت الصحيفة بالاتصال على المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني، للاستفسار عن المركز الصحي الوطني للمختبرات، لتكون إجابته بمثابة الصاعقة حيث قال: "لم أسمع عنه".

يذكر أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله- تبرع بأرض مساحتها 100 ألف متر مربع شمال العاصمة الرياض لوزارة الصحة لإنشاء هذا المركز في عام 2006، ووقعت الوزارة حينها عقدا لإنشاء المركز الذي تعثر تسليمه حتى نهاية عام 2011، وكان من المقرر أن يفتتح خلال تلك الفترة إلا أنه لايزال على حاله مقراً مهجوراً.

وكانت "الصحة" قد أعلنت عام 2008 أنها ستشغل المركز الصحي الوطني للمختبرات بعد 15 شهراً أي في منتصف عام 2009، وأعلنت في عام 2009 أنها نفذت 85% من المشروع، إلا أنها انتهت من تنفيذ المقر في أواخر عام 2011 ليبقى على حاله حتى إعداد هذا التقرير.