اهتمت جامعة الطائف منذ بداياتها الأولى بالبحث العلمي؛ لأنه الذراع الثانية للخدمات التي تقدمها المؤسسات التعليمية، ومن هنا أنشأت الجامعة وكالةً للدراسات العليا والبحث العلمي، ورسمت سياسة واضحة لدعم وتشجيع البحث العلمي: حيث وضعت الجامعة برامج لدعم البحوث العلمية بنظم تمويل داخلية وخارجية، وأنشأت الجامعة مجموعة من المراكز البحثية المتخصصة، تغطي مجالات بحثية كثيرة تسعى إلى أن تنمي الاهتمام بأحدث مجالات البحث. وكذلك تعمل على إجراء تطبيقات بحثية متميزة على مشكلات المجتمع والبيئة في الطائف، وذلك إيمانا منها بارتباط البحث العلمي بأداء وظيفة اجتماعية يخدم فيها البحث العلمي المجتمع المحيط به، كما قامت كذلك بدعم النشر العلمي والتأليف للكتب، وأخيرا وليس آخرا أعلنت الجامعة عن جوائز للتميز البحثي وجودة النشر تشجيعا لباحثيها للارتقاء بالنشر العلمي.
ودعمت الجامعة خلال العام الماضي مشاريع بحثية – خارج نطاق مراكز البحوث العلمية – بلغ عددها 620 مشروعا بحثيا، منها مشاريع أبحاث اختصت بمجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، وأخرى تختص بالعلوم الهندسية والأساسية والتطبيقية، مع التركيز بشكل كبير على أبحاث علوم المواد والهندسة الوراثية والنانوتكنولوجي. وكذلك موّلت سابك وأرامكو ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عددا من أبحاث الجامعة وفقا للبرامج والمشاريع المشتركة مع هذه الجهات، ومن خلال هذا الدعم نشر أعضاء هيئة التدريس نتاجهم العلمي من الأبحاث في مجلات علمية محكمة ومرموقه في مجالها. إذ نُشر للجامعة على سبيل المثال 303 أبحاث في Scopus، ونُشر كذلك 197 بحثا.
أما عن المراكز البحثية والوحدات المتخصصة، فقد اهتمت بها الجامعة باكرا، وأنشأت عددا منها، وجعلتها تخدم اتجاهات متنوعةً، كلها مهمة، تتصل من جهة بالاتجاهات العلمية الحديثة، وتتصل من الجهة الأخرى بالمشكلات البيئية المختلفة، التي تعرفها محافظة الطائف، فضلا عن خدمتها للعمل التعليمي من بعض الوجوه. ومن هذه المراكز: مركز أبحاث التقنية الحيوية والهندسة الوراثية، مركز طب المناطق المرتفعة، المركز المتميز في أبحاث الخلايا الجذعية. فعلى سبيل المثال: يعد مركز أبحاث التقنية الحيوية والهندسة الوراثية تتجه بعض أبحاثه نحو مجال النبات، فتعالج مشكلات الورد الطائفي، والرمان الطائفي، والعنب الطائفي، ونباتات أخرى تحتاجها البيئة. وفي مجال الطب يهتم المركز بأبحاث الأوعية الدموية، والتوحد، وفرط النشاط الحركي، والسكر، والأمراض التناسلية، والأنفلونزا، والسرطان، والحساسية، والطفيليات. وفي مجال البيئة يهتم المركز بالعزل والتصنيف للبكتريا المحللة للبقع البترولية، وبكتريا الجوال، وتطوير كفاءة البكتريا التي تحلل الملوثات البيئية. وأما المركز المتميز المتخصص في أبحاث الخلايا الجذعية، هو ثمرة للتعاون العلمي بين جامعة الطائف وجامعة موناش، التي تأسست عام 1958 في أستراليا. والتعاون بين الجامعتين متنوع الوجوه، يغطي اهتمامات كثيرة للجامعتين، والمركز واحدة من ثماره. ويسعى المركز إلى أن يكون من المراكز الرائدة في الشرق الأوسط؛ بوصفه بنكا للخلايا الجذعية، ويوجه دراساته إلى أن تهتم بكيفية علاج الأمراض الوراثية، تربط في علاجها بين تقنيات الهندسة الوراثية ودراسات الخلايا الجذعية.
ولقد اتجهت الجامعة إلى نشر الكتب وطباعتها استكمالا لحلقة مشرفة تنتظم مع مثيلاتها، وتستدعي عملا متواصلا للحفاظ على ما أُنجز من البحوث العلمية، من ثم قامت الجامعة ـ وخلال سنوات قليلة ـ بالطباعة والنشر لما يزيد على 131 كتابا تتنوع تخصصاتها ما بين علمي ونظري.
وقال رئيس اللجنة الدائمة لجوائز التميز البحثي وجودة النشر، الدكتور تركي المنصوري، إنه سنويا يتم تكريم الفائزين في هذه الجوائز من قبل مدير الجامعة، وتتمثل محاور الجوائز في ثمانية فروع رئيسة هي: جائزة الجامعة للنشر العلمي، وجائزة الجامعة للنشر في دوريتي Science وNature، وجائزة الجامعة لبراءات الاختراع، وجائزة الجامعة لإحراز الجوائز الدولية، وجائزة الاستشهاد بالبحوث، وجائزة الباحث المتميز بالجامعة، وجائزة أفضل كلية في مجال البحث العلمي، وكذلك جائزة تشجيع النشر لطلاب الدراسات العليا.
وفي العام الماضي على سبيل المثال، كانت طلبات التقديم المقدمة على الجوائز الثماني تقارب 1300 طلب، منها 5 طلبات لجائزة براءات الاختراع و30 طلبا لجائزة الجامعة لإحراز الجوائز الدولية و90 طلبا لجائزة الاستشهاد بالبحوث وأكثر من 1100 طلب لجائزة النشر العلمي، وكذلك 60 طلبا لجائزة تشجيع النشر لطلاب الدراسات العليا، وكان إجمالي مبلغ الجائزة يفوق "المليون ونصف المليون"ريال سعودي. بينما كان عدد الطلبات المقدمة للجوائز هذا العام يفوق 1400 طلب في جميع فروع الجائزة.