لكل أسرة من أسر شهداء الواجب، قصة تروى.. ولكن أكثر القصص إيلاما قصة الطفلة "هيابة" والتي فقدت والدها جندي أول درداح بن وقاع الشمري، ولم تكمل شهرها السادس، وذلك في الحادثة التي وقعت بالقرب من تربة (شمال حائل) عقب أيام من تفجيرات 12 مايو.

هيابة، تكبر، وتكبر ذكرى المأساة معها. ولقد أتمت هذه الأيام عامها الحادي عشر، بالتزامن مع حلول الذكرى الـ11 لأحداث تفجيرات الرياض.

فبعد أيام من انطلاقة الشرارة الأولى من العمليات الإرهابية في المملكة العام 2003، رصدت إحدى الدوريات الأمنية على بعد 10 كم شمال شرقي مدينة تربة شمال حائل 180 كلم، سيارة يستقلها شخصين متوقفة على الطريق بعد الاشتباه فيها، وعندما طلب رجال الأمن من السائق إثبات هويته فر هاربا (ولم يكن إلا يوسف العييري زعيم تنظيم القاعدة في المملكة وقتها)، وقام رجال الأمن بمطاردته حيث سلك طريقا صحراويا وأثناء المطاردة قام الإرهابيين بإلقاء قنبلة يدوية على رجال الأمن مما نتج عنه استشهاد كل من جندي أول درداح بن وقاع الشمري (والد هيابة)، والجندي سعود بن عبد الله الشمري، وإصابة الجندي فرحان بن حمود الشمري والجندي عبد الله بن مشعل الشمري، وتمكن رجال الأمن من اللحاق بالجناة وقتل أحدهما وهو العييري فيما تم إلقاء القبض على الآخر.

ونتيجة لذلك الحادث الإرهابي، تيتمت "هيابة" وحيدة الشهيد درداح وقاع الشمري، فيما لا يزال مشهدها ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وقتما كان مساعدا للشؤون الأمنية وهو يحتضنها والدموع تنهمر من عينيه، عالقا في أذهان المجتمع المحلي، فيما لم تأل وزارة الداخلية جهدا في تأمين كل متطلباتها منذ ذلك الوقت إلى هذا الحين ومتابعتها بعد انتظامها على مقاعد الدراسة.